للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[خذ من الأسباب ما يؤدي بهم إلى أن يكفوا أذاهم عنك]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما حكم الدين فى الكراهية لأهل الزوجة من كثرة الأذى منهم؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فاعلم أن الأكمل للمؤمن أن يقابل الإساءة بالإحسان، ففي ذلك من الأجور ما لا يعلم قدره إلا الله، مع أنه سبب في تحويل الكراهة إلى محبة، قال الله تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت:٣٤-٣٥] .

ومن أسباب حصول المحبة إفشاء السلام بينك وبينهم، روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم. رواه مسلم.

ومن أسبابها كذلك التهادي، فعن أبي هريرة رضي الله عنه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: تهادوا تحابوا. رواه البخاري.

فإذا أخذت بهذه الأسباب كلها كان من المؤمل أن يكفوا عنك أذاهم ويتحول البغض بينكما إلى مودة ورحمة، وإذا لم يقع شيء من ذلك فإن المرء مكلف بما يستطيع، والبغض من عمل القلب، فليس في طاقة الإنسان تغيير ما فيه، روي عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم فيعدل فيقول: اللهم هذا قسمي في ما أملك ولا تلمني في ما تملك ولا أملك. قال أبو داود يعني القلب، رواه أحمد وأصحاب السنن.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ ربيع الأول ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>