للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[معنى: طغيان المعاصي أسلم من طغيان الطاعات]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما المقصود بقول ابن القيم: (وطغيان المعاصي أسلم من طغيان الطاعات) ؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد تكلم الإمام ابن القيم عن هذه العبارة كثيرا، وخلاصة القول فيها: أن الطاعة قد تكون سببا للطغيان والإعجاب بالنفس والرياء للخلق واحتقار الغير مما يكون سببا في سخط الله على ذلك الذي قام بالطاعة.

وقد تكون المعصية سببا للندم والخوف من الله واحتقار النفس والإخلاص في العمل والتواضع لله سبحانه، فيكون ذلك سببا لرضا الله تعالى عن العبد.

ويوضح هذا المعنى الذي ذكرناه ما في صحيح الإمام مسلم من حديث جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث أن رجلا قال: والله لا يغفر الله لفلان، وأن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان؟ فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك. وفي شعب الإيمان للبيهقي من حديث جندب قال: وطئ رجل على عنق رجل وهو يصلي، فقال الرجل: والله لا يغفر الله لك هذا أبدا، فقال الله عز وجل: من هذا الذي يتألى علي أن لا أغفر له؟ فقد غفرت له وأحبطت عملك.

فهذا الطائع الساجد قادته الطاعة إلى الاستكبار فحبط عمله، ولذا يقال: كم طاعة أورثت استكبارا، وكم معصية أورثت انكسارا.

ولذا، فعلى الطائعين أن يجمعوا بين الخوف والرجاء.

وليس معنى هذا التهوين من أمر المعصية، بل الواجب على العبد أن يحذر الوقوع في المعاصي لأنها سبب دماره وهلاكه في الدنيا والآخرة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ ربيع الأول ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>