للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مدى تعلق النوافل بمحبة الرب للعبد]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل تقليل النوافل يدل على عدم حب الرب؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن التقرب إلى الله بالنوافل بعد أداء ما افترض سبب في محبة العبد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينّه ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته أخرجه البخاري وغيره.

ولكن ليس معنى الحديث أن المقلل من النوافل لا يحبه الله، فقد يكون المقلل من النوافل المداوم عليها أحب إلى الله من المكثر الذي لا يداوم عليها، فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله، قال: أدومها وإن قلَّ، وقال: اكلفوا من الأعمال ما تطيقون متفق عليه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ ربيع الأول ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>