للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[فتاوى حول مجاهدة النفس ومعاملة الوالدين بالحسنى]

[السُّؤَالُ]

ـ[كيف أستطيع التغلب على نفسي الأمارة بالسوء لا أريد الوقوع في الآثام، أجاهد نفسي قدر المستطاع لكني وجدت نفسي يوما أقع في كبيرة ندمت لكن لا ينفع الندم أريد حلا عمليا، ولكم جزيل الشكر، أيضا أعاني من مشكلة أخرى والدي يظلمانني ويسيئان الظن بي ولا أستطيع السكوت وهذا سبب رئيسي لكل الخلافات في البيت لا أريد أن أكون عاقا ولا أرضى بالظلم ما الحل؟!]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالتغلب على النفس الأمارة بالسوء يكون بمجاهدتها كما هو مبين في الفتوى رقم: ١٨٠٧٤ وقد بينا عوامل الثبات على الدين القويم في الجواب رقم: ١٥٢١٩ وسبيل الاستقامة على طاعة الله في الجواب رقم: ١٢٠٨ وعلاج الكسل والخمول من أداء العبادات في الجواب رقم: ١٠٩٤٣ وكيفية التوبة وعلامات قبولها في الجواب رقم: ٥٤٥٠

واعلم أن الإصرار على المعاصي له سببان أحدهما: الغفلة، وثانيهما: الشهوة، ولكل واحد منها علاج قد سبق بيانه في الجواب رقم: ٧٠٠٧

وأما بالنسبة للوالدين الكريمين والتعامل معهما فاعلم أن الإحسان إليهما سبب رضا الله تعالى، والسعادة التامة في الدنيا والآخرة.

ولعل ما أنت فيه من سوء حال هو بسبب عدم مراعاة ذلك الجانب العظيم الذي أوجبه الله تعالى على كل مكلف، وراجع الجواب رقم: ٢٨٩٤

وعلى فرض ثبوت ظلمهما لك فلا يسوغ لك عدم الإحسان إليهما، وليس هنالك تعارض بين بيان الحق وإظهاره، وعدم السكوت على خلافه، وبين معاملة الوالدين بالحسنى، وراجع الجواب رقم:

١٣٢٨٨ لترى كيف كان سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام يتعامل مع والده بكل لطف وحسن عبارة مع أنه مشرك، ليبين له الحق الذي لا خلاف فيه، فاتق الله عز وجل في نفسك، وأصلح ما بينك وبين ربك، وأحسن إلى أبيك وأمك، ونسأل الله تعالى أن يصلح أحوالنا وأن يطهر قلوبنا.

والله تعالى أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٨ شوال ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>