للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[من تزوجت كافرا تستحق العقاب لمعصيتها ربها بإرادتها]

[السُّؤَالُ]

ـ[سؤالي هو هل الزواج مكتوب أم الأنسان مخير في ذلك

وإن كان مكتوبا فلماذا يحاسب الله من تزوجت من غير مسلم؟

وشكرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالله تعالى قد قدر مقادير كل شئ قبل أن يخلق السماوات والأرض، ففي سنن أبى داوود والترمذى عن عبادة بن الصامت أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: إن أول ما خلق الله القلم، فقال له اكتب، قال رب وماذا أكتب، قال اكتب مقادير كل شئ حتى تقوم الساعة. الحديث.

وعليه فالإنسان مكتوب عليه ما سيفعله من زواج أوغيره ولن يحيد عنه أبدا، لأن حياده عما أراده الله في الأزل، وكتبه القلم يقتضي جهل المولى عز وجل بما سيقوم به العباد وعجزه عن صرفهم عنه، تعالى الله عن كل ذلك علوا كبيرا.

ولكن المرء وهو غير مخير في أفعاله ـ ليس أيضا مجبرا عليها جبرا مطلقا إذ الجبر معناه إكراه الإنسان على فعل لا يرغب فيه ولا يريده. وليس كذلك حال الإنسان، فهو إذا أراد فعل طاعة فليس يوجد صارف يجبره على تركها، وإذا أراد فعل معصية فلا يوجد ما يجبره عليها، وإنما يفعلها من صميم إرادته ورغبته.

وبهذا يتبين أن المرأة المسلمة إذا تزوجت من غير مسلم، فإنها قد استحقت بذلك عقاب الله، لأنه نهاها عنه، ولو رفضته لما كان ثمت ما يكرهها على فعله وانظر الجواب: ٤٠٥٤.

والله أعلم

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٢ ربيع الأول ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>