للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[أربعة أدوية نافعة لعلاج قسوة القلب]

[السُّؤَالُ]

ـ[لماذا لا أبكي مع أن خوف الله في قلبي دائما، وعند سماع أهوال يوم القيامة يكاد قلبي أن يخرج من مكانه ولكن لا أبكي أريد البكاء لكي تكون عيوني معصومة من نار جهنم أعاذنا الله منها لكن لا أستطيع؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن جمود العين عن البكاء من خشية الله تعالى عند الاستماع إلى القرآن والمواعظ، هو من قسوة القلب، وعلاجها -كما ذكر ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان- يكون بأربعة أمور:

الأول: بالقرآن الكريم، فإنه شفاء لما في الصدور من الشك، ويزيل ما انطوت عليه من الشرك، ودنس الكفر، وما فيها من أمراض الشبهات والشهوات، وهو هدى لمن علم الحق وعمل به، كما أنه رحمة لما يحصل به للمؤمنين من الثواب العاجل والآجل، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [يونس:٥٧] .

وقال جل وعلا: أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا [الأنعام:١٢٢] .

الثاني: ما يحفظ عليه قوته ومادته، ويكون ذلك بالإيمان وبالعمل الصالح، ولزوم أوراد الطاعات.

الثالث: الحمية عن المضار، وتكون باجتناب جميع المعاصي والمخالفات.

الرابع: الاستفراغ من كل مادة مؤذية، ويتم ذلك بالتوبة والاستغفار.

وفقنا الله وإياك للتوبة النصوح والعمل بما يرضيه تعالى إنه سميع مجيب.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٣ شوال ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>