للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[كيف تحصل لذة الإيمان]

[السُّؤَالُ]

ـ[السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

لا أشعر بلذة الإيمان فماذا أفعل أجيبوني بسرعة أكرمكم الله؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فاعلم أولاً أن النفس لها إقبال وإدبار، فتارة تكون في سُموٍ وإشراق مما يكون معها العبد في لذة وطمأنينة، وأحيانًا يقل هذا الإشراق ويضعف هذا النشاط. وهذه حال البشر قلما ترى شخصًا على وتيرة واحدة، فالإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعات، وينقص بالمعاصي، فعلى العبد أن يسعى في تحصيل لذة الإيمان والعبادة، وذلك بالعلم بالله وبأسمائه وصفاته، فإن الله يقول: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر:٢٨] .

فلما كان العلماء هم أعلم الناس بالله كانوا أشدهم خشية لله تعالى، والعلم بالنبي وسيرته وشمائله وعبادته حتى يحبه عن علم واختيار.

والذي يريد أن يذوق طعم الإيمان ولذته لا بد أن يرضى بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً، وأن يحب أهل الإيمان ويكره أهل الكفر، ففي الحديث: ثلاث من كُنَّ فيه وجد بهنَّ حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلَاّ لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار. رواه البخاري ومسلم.

وفي الحديث: ذاق طعم الإيمان: من رضي بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًّا ورسولاً. رواه مسلم.

والذي يريد أن يذوق طعم الإيمان يحافظ على الفرائض ثم يكثر من النوافل والطاعات، كما في الحديث: ما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحب إليَّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ... فإذا اتصف العبد بهذه الصفات وتقرب إلى الله تعالى بالطاعات فلا شك أنه سيجد حلاوة الإيمان، كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ رمضان ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>