للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[هل تتحقق التوبة من المعاصي بالتدريج]

[السُّؤَالُ]

ـ[رجل كان يمارس جميع الفواحش ولكنه بدأ يصلي، سؤالي هل ينقطع عنها مرة واحدة أم يتركها بالتدرج؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن التوبة واجبة على جميع المؤمنين، قال تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النور:٣١]

وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً) [التحريم:٨]

والتوبة لا تتم إلا بثلاثة أمور:

الأول: الإقلاع عن الذنب، لأن الإقامة على الذنب تنافي معنى التوبة.

الثاني: الندم على ما سبق منه من ذنوب.

الثالث: العزم على عدم العودة إليه أبداً.

وبناءً على ذلك، فإن التوبة لا تتحقق بالتدريج في ترك الذنب حتى يتركه المرء كله، وللتدرج المذكور خطورة كبيرة، فالقلب يتعلق بما بقي من المعصية، ويزداد بها تمسكاً، وعليها إقبالاً، ثم من الذي يضمن لك أن الله يمهلك حتى تقلع عنها بالكلية، فالأجل أقرب إلى المرء من شراك نعله، والله تعالى يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) [البقرة:٢٠٨]

وليُعلم أنه متى اتضح للمرء ما هو عليه من معصية، وجب عليه أن يتركه فوراً، ولا يتبع أماني الشيطان، فإنه للإنسان عدو مبين، يسوف له فعل القربات، وترك المنكرات، قال تعالى: (وسارعوا إلى مغفرة..) .

ولمزيد من الفائدة راجع الفتاوى التالية:

١٢٠٨ ٥٦٤٦ ٥٤٥٠

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ شعبان ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>