للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[معنى إطلاق الفقهاء عبارة (لا توبة له)]

[السُّؤَالُ]

ـ[السلام عليكم ورحمة الله

من هم الذين لا توبة لهم؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الأصل في من تاب توبة نصوحاً مستوفياً شروطها أن توبته مقبولة عند الله تعالى بإذنه، كما وعد بذلك في كتابه في قوله: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى [طه:٨٢] .

هذا فيما يتعلق بقبول التوبة في الباطن أي بالنسبة لله تعالى.

أما عن قبول التوبة في الظاهر فقد يطلق الفقهاء على بعض أصناف الخلق أنهم لا توبة لهم، كقولهم: لا توبة للزنديق وهو المنافق، وكقولهم: في بعض الجرائم المتعلقة بالحدود كالسرقة -مثلاً- أنها إذا رفعت إلى الإمام لا توبة لصاحبها، فإنهم يطلقون هذه العبارة يريدون بذلك أنه لا تقبل توبته بحيث يخلى بلا عقوبة، بل يعاقب، إما لأن توبته غير متيقنة بل يظن به الكذب كما هو الحال في الزنديق، أو لأن رفع العقوبة بذلك يفضي إلى انتهاك المحارم، وسد باب العقوبة على الجرائم كما هو الحال في بعض جرائم الحدود التي تبلغ السلطان، وقد ذكر مضمون هذا الكلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى ١٨/١٨٩.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٣ رجب ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>