للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم من نوى التوبة قبل اقتراف المعصية]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما هي شروط التوبة لمن فاخذ امراة ولم يزنِ بها؟ مع العلم أنه نوى التوبة قبل المفاخذة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا شك أن ما صدر عنك من فعل تجاه هذه المرأة، إثم عظيم، وجرم كبير، واعتداء على أعراض الناس، وشروط التوبة من هذا الذنب هي شروط التوبة المعروفة وهي:

١- الإقلاع عن الذنب ... ٢- الندم على ما فات.

٣- العزم على عدم العودة إليه أبداً.

ولتعلم أن رحمة الله واسعة، فالصدق في التوبة، سبب في إتيان الرحمة، ففي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه: أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة، فأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فأنزلت عليه: وأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ [هود:١١٤] . قال الرجل: إلي هذه؟ قال: لمن عمل بها من أمتي..

وأما نيتك التوبة قبل فعل المعصية، فما يدريك أن تعيش بعد فعل المعصية، أو أن تموت في أثنائها، فيختم لك بذلك، وما يدريك إن عشت أن التوبة قد تقبل منك، ولعل المعصية أن تكون سبباً في سخط الله تعالى وغضبه عليك فيختم على قلبك، فيفتتن بحب مقارفتها، والله المستعان.

وقد ذكرنا في شروط التوبة أن الشرط الأول هو الإقلاع عن الذنب، إذا كان متلبسا به.

وعليه، فإن نيتك التوبة قبل ارتكاب المعصية تعد من الإصرار الذي يجب منه التوبة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٠ جمادي الأولى ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>