للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[البكاء تأثرا بالموعظة دأب الصالحين]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين أما بعد:

فقد رأيت في إحدى القنوات الفضائية شيخا فاضلا بل وهو من العلماء الأفاضل وكان يتحدث عن موضوع محبة الصحابة رضوان الله عليهم للنبي صلى الله عليه وسلم وقد اقشعرت جلود الحاضرين من حوله بل وذرفت أعينهم الدموع منهم من يبكي متأثرا بالقصة ومنهم من يبكي ببكاء الشيخ وعندما انتهى رفع يديه وقرأ الفاتحة. هل هذا أمر مشروع وهل فعله أحد من السلف؟ أجيبونا ولكم من الشكر أجزله ومن الدعاء أخلصه.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فرفع اليدين وقراءة الفاتحة من المتحدث والحاضرين في نهاية الحديث، سواء كان في محاضرة علمية أو غير ذلك أو بعد الدعاء، كل ذلك لا أصل ولم يثبت فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة الكرام، فلا يشرع بل هو بدعة كما قرر أهل العلم. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد "أي مردود عليه".

أما تأثر السامعين بالقصة وبكاؤهم لذلك أو لبكاء الشيخ فلا حرج فيه -إن شاء الله- فقد بكى الشيخان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما لبكاء أم أيمن رضي الله عنها، ففي صحيح مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال أبو بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله يزورها. قال: فلما أنتهينا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك؟ ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم! ... إلى أن قال: فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها. -فالشاهد هو تأثر الشيخين من بكاء أم أيمن وبكاؤهما لذلك.

والخلاصة أن قراءة الفاتحة بعد المحاضرة أو الدرس ليست مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من القرون الخيرة، لهذا فلا ينبغي فعله، أما البكاء عند سماع الوعظ والقصص فلا إثم فيه؛ بل كان دأب رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم البكاء والتأثر عند سماع أو قراءة آيات الوعيد والتخويف ونحو ذلك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٦ ربيع الثاني ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>