للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[وصفة للتوبة النصوح وللتحصن من الذنوب]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا كثير المعصية كثير التوبة أريد أن أتوب توبة نصوحا؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فنسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق والسلامة من الذنوب، وعليك بتجديد التوبة كل ما وقعت في ذنب أو معصية، والتوبة مقبولة -إن شاء الله- إذا استكملت شروطها المعروفة والمبينة في الفتوى رقم: ٥٠٩١.

فما دمت تذنب وتستغفر وتتوب توبة نصوحاً، فإن الله يغفر لك قال سبحانه: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) [طه:٨٢] .

وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا وَرُبَّمَا قَالَ أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَالَ رَبِّ أَذْنَبْتُ وَرُبَّمَا قَالَ أَصَبْتُ فَاغْفِرْ لِي فَقَالَ رَبُّهُ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَالَ رَبِّ أَذْنَبْتُ أَوْ أَصَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ فَقَالَ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا وَرُبَّمَا قَالَ أَصَابَ ذَنْبًا قَالَ قَالَ رَبِّ أَصَبْتُ أَوْ قَالَ أَذْنَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ لِي فَقَالَ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي -ثَلَاثًا- فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ".

وفي الحديث بيان لرحمة الله ومغفرته بعبده، وليس فيه حث للعبد على المعصية، بل فيه زجر له عنها، إذ أن الرب الغفور الرحيم الذي أسبغ علينا النعم الظاهرة والباطنة، وستر عيوبنا عن الخلق -ونرجو أن يغفرها لنا يوم القيامة- يستحق منا الطاعة والعبادة لا المبارزة بالذنوب والمعاصي، كما أن الذنوب جراح، ورب جرح وقع في مقتل فتموت على ذنبك ومعصيتك دون أن تدرك التوبة، هذا بالإضافة إلى أن الذنوب إذا كثرت على القلب أفسدته وقسته، وجعلت بينه وبين التوبة حجاباً كثيفاً، فقد تطلبها في وقت فلا تجدها.

فاحرص -هداك الله- على العزم الحازم على ترك الذنوب.

ومما يحصنك منها مجالس الذكر، والرفقة الصالحة، والإكثار من الطاعات، واللجوء إلى الله أن يطهرك من المعاصي ويباعد بينك وبينها.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٤ ربيع الأول ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>