للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[رد شبهة ... حول من يموت جوعا مع أن الله هو الرزاق]

[السُّؤَالُ]

ـ[١-هل تقبيل الرجل لزوجته ينقض الوضؤ, ومانوع ومكان التقبيل المنقض للوضوء إذا كان ناقضاً.

٢-إن الله هو الرزاق وكما نعلم كمسلمين ولكن هناك من يموت من الجوع في نفس الوقت أرجو من فضيلتكم شرح هذه الشبهة لدي.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

١- فقد سبق برقم ١٧١٧٥ ورقم ٦٣٧ حكم تقبيل الزوجة وذكرنا الخلاف الوارد فيه.

٢- فإن الله سبحانه هو الرزاق لكل خلقه، ولا رازق سواه، كما قال تعالى: (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) [الذاريات:٥٨] ولكن الله يبسط الرزق لبعض عباده ويضيق على آخرين لحكم يعلمها، فيبتلي سبحانه بعض الناس بالغنى لينظر هل يشكر، ويبتلي بعضهم بالفقر لينظر هل يصبر، قال سبحانه: (يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر) [الشورى:١٢] وقد يموت بعض الناس من الجوع، وهذا لا يعني أن الله ليس هو الرزاق، وإنما هذا الإنسان قد استوفى رزقه وأجله وأن الله قد أراد قبض روحه، وقد جاء في الحديث: "لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها" رواه ابن حبان في صحيحه.

ثم إن من ابتلي بقلة الرزق في الدنيا فصبر فإن الله يخلف عليه في جنات النعيم ما ينسى به ما حصل له في الدنيا، بل إنه بالغمسة الواحدة في الجنة ينسى الإنسان كل نصب الدنيا وتعبها، وإن كان أشد الناس بؤساً في الدنيا، فقد جاء في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له: هل رأيت بؤساً قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط" رواه مسلم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٢ محرم ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>