للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[جواب شبهات حول الإيمان بالقدر]

[السُّؤَالُ]

ـ[لقد أرسلت إليكم السؤال التالي لكن لم أجد الجواب ولم أره والسؤال:

لقد سمعت من أحد العلماء الثقات أن الله عز وجل لا يقضي لعباده إلا الخير مع أن من أركان الإيمان والإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره فهل هناك تعارض بين هذا وذاك ثم إذا وجد الإنسان فيه شيئا يعتبره نقصا وقال أنا قد خلقني الله هكذا وهو الأفضل لي وقد اختاره الله تعالى لي فكيف لا أرضى به وهو ربما قادر على تحسين ذلك الشيء فيه كالحياء الزائد مثلا عن الحد أو غير ذلك فيتحجج بهذا فهل ذلك صحيح ثم إن الحديث الذي يروى فيه أن سيدنا موسى لقي سيدنا آدم فدار بينهما الحديث الذي تعرفوه ثم قال في الحديث فحج آدم موسى فهل هذا يفتح الباب السابق وما معنى الحديث. وهل قضاء الله يكون خيرا فقط لعباده دون غيرهم أم لكل الناس مؤمنهم وكافرهم أرجو التفصيل في مسائل القدر هذه وجزاكم الله خيرا. وأرجو توضيح عقيدة القدرية؟]ـ

[الفَتْوَى]

خلاصة الفتوى:

الإيمان بالقدر واجب، وأفعال الله كلها خير، وما كان منها شرا بالنسبة للعبد قد تكون فيه حكم تخفى على الناس، ويشرع علاج ذلك والسعي في صرفه بالدعاء والوسائل المشروعة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الإيمان بالقدر خيره وشره واجب شرعي، وهو من أركان الإيمان كما في حديث مسلم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: كل شيء بقدر. كما في حديث مسلم أيضا.

وأفعال الله تعالى كلها خير كما يدل له حديث مسلم: والخير كله بيديك والشر ليس إليك.

والمسلم الشاكر الصابر على خير دائما كما في الحديث: عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له! وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. رواه مسلم

وقد يكون في بعض المقدورات شر بالنسبة لبعض العباد كفقر أو مرض بعضهم، ولكن فيه خيرا للعبد أو غيره قد يخفى على بعض الناس، فالمرض يشكوه المصاب ولكنه يغفل عما فيه من الثواب وتكفير الذنوب ورفع الدرجات، وقد تستفيد منه الأطباء وشركات الأدوية والممرضون. وإقامة الحدود فيها تطهير للمذنب وحماية للمجتمعات وزجر لها عن الوقوع في مثل تلك المعصية.

وعذاب الكافر وابتلاؤه بالمصائب فيه خير له لعله يرجع ويتوب كما قال الله: وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {السجدة:٢١} وقال: تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {الروم:٤١} وقد شرع الله تعالى للعباد توقي المصائب بالتعوذ والالتزام بما يبعد البلاء كالقيام بالأعمال الصالحة والبعد عن الذنوب، كما شرع لهم التداوي من الأمراض كما في الحديث: لكل داء دواء، فإذا اصيب دواء الداء برئ بإذن الله عز وجل. رواه مسلم

كما يشرع للعبد علاج ما به من الخجل أو غيره مما يراه في نفسه بالدعاء والعلاج المشروع، ومن الدعاء في ذلك حديث ابن حبان:.. وقني شر ما قضيت.

وأما محاجة موسى وآدم فتدل على أن كل شيء قدره الله.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها لمعرفة المزيد في الموضوع وعقيدة القدرية: ٦١٩٧٦، ٩١٩٢، ٤٧٨١٨، ١٢٥١٩، ٨٠٦٩٤، ٩٦٥٣٩، ٢٨٥٥، ٧٠٠٣، ٦٣٥٤٤.

ويمكنك المزيد من الاطلاع على مسائل القدر عند تصفح موضوع الإيمان بالقدر، وهو من موضوعات العقيدة الموجودة بالعرض الموضوعي لفتاوى الشبكة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٣ رمضان ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>