للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا يتصور وجود إله مخلوق]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل الله قادر على خلق إله آخر أم لا؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فاعلم أن هذا السؤال خطأ من أصله، فالله تعالى "على كل شيء قدير" " ليس كمثله شيء" " لا يسأل عما يفعل" ولا يفعل إلا الحكمة جل وعلا.

وهو أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد.

وكيف يتصور العاقل وجود إلهين؟

واعلم أنا لو تصورنا -جدلا- وجود إلهين، فإنهما لن يكونا إلا متقارنين في القدرة، أو على مستوى واحد، وكلا الاحتمالين باطل، ذلك لأنهما إذا كانا متفاوتين في القدرة، فإن الأقوى منهما سيكون هو الإله وحده، والآخر تابع له، فليس إلها إذاً. وإن كانا على مستوى واحد في القدرة، وأراد أحدهما خلق شيء ولم يرده الآخر، وقع المحال، إذ لا يتصور أن يكون الشيء موجودا وغير موجود في آن واحد.

قال تعالى: لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ [الأنبياء:٢٢] .

وقال: قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً *سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً [الإسراء:٤٢-٤٣] .

وقال: أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ...... أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ.... أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ ... أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ... أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [النمل: ٦٠-٦٤] .

فتبين -إذاً- من جميع ما ذكر أن وجود إلهين مستحيل عقلا ونقلا، كما أنه لا يتصور أن يكون إله مخلوقا موجودا بعد أن لم يكن شيئا.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٣ ربيع الثاني ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>