للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم اعتقاد أن بعض القرآن غير معجز ومحاولة تأليف مثله]

[السُّؤَالُ]

ـ[فضيلة الشيخ، أنا صاحب الفتوي رقم ١١٩٢١٧ وأحب لو اتسع صدركم لي أن أذكر عدة نقاط:

أولها: أنني قد درست بالأزهر وعرفت الكثير من الإعجاز العلمي والطبي والعددي والنظمي للقرآن الكريم، ولكن الشيطان الرجيم أجاب علي كل ردودي ومدافعاتي بأجوبة أستحي من الله أن أذكرها الآن، وتبدو في ظاهرها مقنعة لمن لم يشرح الله صدره للإسلام، فهل ترون الآن أنني لا أعذر بالجهل وتتغير فتواكم.

ثانيا: ذكرت -فضيلتكم- أن هذه الوساوس لا يحاسبني الله عليها طالما ظلت بداخلي فكيف الحال، وقد نطقت فعلا بهذه الوساوس مرة عندما قلت إن القرآن غير معجز، ومرة بعد كتب الكتاب وقبل الدخول حينما ظننت أن سورة النصر ليست بمعجزة بل -ويغفر الله لي- حاولت تأليف مثلها -ثم بعد كتب الكتاب بيومين التزمت بالصلاة والصوم وقراءة القرآن فزالت عني كل الوساوس. لأنني قرأت أن من كتب كتابه فقط ولم يدخل إن حدث منه قول كفري تطلق زوجته وتبين بينونة صغرى، أعلم أن العلم لا يؤخذ من الكتب ولكن الشيطان يستغل هذه النقطة وأحب أن أخرسه تماما فما رد فضيلتكم؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن قال إن القرآن أو بعضه غير معجز وهو في حال اختياره فقد كفر بالله العظيم، وخرج من دين المسلمين، وما كان منك من ظن بأن بعض السور القرآن ليست معجزة وحاولت تأليف مثلها فهذا والعياذ بالله كفر.

ولكنا نظراً لما أنت فيه من بلاء باستيلاء الوساوس على عقلك وقلبك نرى أنه لا مؤاخذة عليك فيما حدث، ولا يتأثر بذلك دينك ولا زواجك -إن شاء الله تعالى- لأن الموسوس في الحقيقة مغلوب على عقله لا حيلة له في أمره، نسأل الله لك العافية والشفاء. لكن الذي تطالب به هو أن تبذل جهدك في التخلص من داء الوسوسة العضال، وذلك بالاستعانة بالله وكثرة ذكره، ثم الإعراض عن هذه الوساوس جملة واحدة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٨ ربيع الثاني ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>