للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم التعامل مع تجار يسبون الدين]

[السُّؤَالُ]

ـ[لي سؤال يحيرني كثيرا.

لي دكان لبيع الأسماك -والأمر الذي يزعجني هو أن بيع الأسماك بالجملة، أي من أين أشتري هذه البضاعة-وهو مكان وحيد، ويكثر فيه سب اسم الجلالة، ولا تستطيع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيه، لأنهم أناس لا يخافون رب العالمين، ويستطيعون الاعتداء عليك بالشتم اللفظي، وحتى العنف الجسدي.

فما حكم الشريعة في هذا العمل، وفي المعاملات مع هؤلاء الناس؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لنا ولك العافية والتثبيت على الحق, ثم اعلم أن الواجب على المسلم أن ينكر المنكر قدر استطاعته فإن عجز عن الإنكار باليد واللسان، فعليه إنكار المنكر بالقلب، ثم عليه أن يعتزل المنكر إن أمكنه ذلك لقوله تعالى: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {الأنعام٦٨} .

فعليك أيها الأخ -الفاضل -أن تجتهد في الابتعاد عن هؤلاء الناس ما أمكن, فإن لم يكن لك سبيل إلى اكتساب الرزق إلا عن طريق مخالطتهم، فلا تزد في مخالطتهم عن قدر الحاجة، مع الحرص على نهيهم عن المنكر، وأن تبين لهم أن سب الله ودينه كفر، إن أمكنك ذلك بلا ضرر.

وأما البيع لهم والشراء منهم فجائز، وإن كانوا يرتكبون ما يرتكبون من المنكر العظيم، فإن النبي –صلى الله عليه وسلم- مات ودرعه مرهونة عند يهودي في آصع من شعير, أخرجه البخاري.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠١ ربيع الثاني ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>