للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[وجوب التحذير من الشخص الذي يدعو للكفر ويجاهر به]

[السُّؤَالُ]

ـ[حتى لا نقع في قطيعة الرحم، ولكي نحافظ على ديننا ومعتقدنا الصحيح الذي نعتقده ونسأل الله تعالى أن يميتنا عليه، ف ما حكم هجري وقطيعتي لأخي الأكبر مني سنا وتحذير إخواني وأهلي من مجالسته وزيارته خوفا عليهم من أن يلقي الشبهات في قلوبهم ويشككهم في دينهم وعقيدتهم فهو يجيد التحدث في شتى المجالات ومنها ما يتعلق بديننا الحنيف ولكنه يعتبر من العوام لا فقه عنده فهو يهرف بما لا يعرف في الدين وهذا الرجل خطير في أفكاره متأثر بكتب يقرأها تخالف عقيدة اهل السنة والجماعة، درس في أمريكا وتأثر بحضارتهم لا يتورع عن سب الله تعالى عند نصيحته وتذكيره بالله وخاصة عندما يغضب، فقد قال ذات يوم لأخي الذي يصغرني بعد أن ذكره بربه – قال له وهو في حالة غضب "أحضر لي ربك لأبول عليه وأتغوط عليه" والعياذ بالله تعالى كما أنه يقوم حاليا بتأليف كتاب يزعم فيه أنه سيلغي الديانات جميعا وقد وقع في كثير من المنكرات منها ترك الصلاة والزنى (باعترافه الشخصي) وشرب الخمر (باعترافه الشخصي كذلك) فقد أخبرني ذات مرة وبحضور ابن عمتي أنه لا يمكنه أن يصبر عن شرب الخمر، كما أنه قاطع لوالده ولا يزوره بحجة أنه عندما يأتي لزيارة والده ليسلم عليه يغضب عليه والده ويغلظ له في القول، وهو كما قال فالوالد هدانا الله وإياه شديد العصبية، فقرر مقاطعة والده علما بأننا حاولنا نصيحته وزيارته والجلوس عنده تأليفا لقلبه عله يتوب ويرجع عن غيه وكنا كذلك نغلظ له في القول أحيانا عله يتوب ويرجع إلى ربه ولكن دون جدوى، فإن وصلته وزرته فهو مستمر في منكره وأن قطعته وهجرته فهو مستمر في منكره إلا أن يشاء الله تعالى أمراً آخر، علما بأني هجرت زيارته في منزله فقط وعندما ألتقي به في أي مكان ما زلت أسلم عليه وأصافحه، وسؤالي فضيلة الشيخ نفع الله بعلمكم: هل يجوز لنا هجره وقطيعته والتحذير من الجلوس معه في هذه الحالة حفاظا على عقيدتنا وديننا حتى يتوب إلى الله تعالى، وهل يجوز لنا أن نسعى للصلح بينه وبين والده إذا علمنا أنه سيستمر في عرض ونشر أفكاره الخطيرة بيننا وبين أهله وإخوانه أثناء مجالستنا له، وما توجيه فضيلتكم لمن يستمرون في مجالسته في الوقت الحالي بحجة إصلاحه وتأليف قلبه وليس عندهم العلم الشرعي للرد على شبهاته وأفكاره الخطيرة، علما بأن الذين يجلسون معه يتجنبون ذكر شيء من الدين في كثير من الأحيان أمامه حتى لا يفسدون العلاقة التي بينهم وبينه وحتى لا يثيرون غضبه، وفقنا الله تعالى وإياكم لكل خير؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما ذكرته عن أخيك يعتبر كفراً صريحاً، والعياذ بالله، وليس من شك في أن مجالسته والاستماع إلى أفكاره ومعتقداته تشكل خطراً كبيراً على دين المرء، وخصوصاً أولئك الذين قلت إنهم ليس عندهم العلم الشرعي للرد على شبهاته وأفكاره الخطيرة.

وإذا كان السلف وجمهور الأئمة قد أوجبوا هجران أهل الأهواء من المبتدعة الذين يجاهرون ببدعهم أو يدعون إليها، فإنه لا ينبغي أن يختلف في وجوب الابتعاد عن الكافر الذي يدعو إلى الكفر ويجاهر به، ويتأكد ذلك إذا خيف التأثر بما هو عليه من الضلال.

وعليه؛ فلا نرى عليك حرجاً في هجر الأخ المذكور وقطيعته، وتحذير إخوتك وأهلك من مجالسته وزيارته، بل قد يكون هذا التحذير هو الواجب عليك إذا كنت تخشى عليهم التأثر به، ولا بأس بأن يسلم عليه من لقيه منكم في الشارع ونحوه، كما يحسن أن لا تتركوا الدعاء له بالهداية، فالله قادر على هدايته.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٦ ذو الحجة ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>