للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[السخرية من الأوامر الشرعية والضحك من ذلك]

[السُّؤَالُ]

ـ[كان أبي في نقاش معى يحاول أن يقنعنى أن أخفف لحيتي لأنه يرى الضرورة في ذلك وخلال النقاش قال بعض التعبير التي أود أن أستفسر عنها، قال إن الله لن يقيس لحيتك بالميكرسكوب وإذا كانت قصيرة سيلقيك في الدرك الأسفل فلم أتمالك نفسي وضحكت مما قال، قال لو أن اللحية أمر أساسي من الدين وليس كماليات لقال الله (أقرأ بسم ربك الذى خلق* أعفوا اللحى حتى تصل إلى الأرض) أو قريب من ذلك فلم أتمالك نفسي وضحكت أيضا، وقال إن "العلماء أستطاعوا أن يجدوا حلا للربا رغم الوعيد الشديد ألم يستطيعوا أيضا أن يجدوا حلا للحية" فلم أتمالك نفسي وضحكت أيضا، والسوال هو: هل ضحكي مما قال يعد كفرا وردة مخرجة من الملة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه ما كان ينبغي لك أن تضحك من مثل هذه الأقوال التي تظهر منها السخرية والاستهزاء بالحساب وبالسنة ... فالمسلم إذا رأى منكراً أو سمعه فالواجب عليه أن ينكر ذلك بوسيلة من وسائل الإنكار المبينة في قول النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.

فأضعف الإيمان أن تنكر بقلبك ويتمعر وجهك عندما يسخر من الدين أو يستهزأ بتعاليمه, وهذا الذي حصل منك يدل على ضعف في الإيمان، وعليك أن تتوب إلى الله تعالى وتستغفره، ونرجو ألا يصل ذلك إلى الردة والكفر المخرج من الملة ما دمت لم ترض من السخرية من الدين وتعاليمه.

أما ما قاله أبوك فإنه يعتبر كلاماً خطيراً ويدل على ضعف الإيمان والاستهتار بالدين وبتعاليمه وبالسخرية من السنة والتقليل من شأنها ... وعلى أبيك أن يبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى.

وعليه إذا أراد المناقشة في أمر ما أو إقناع من يريد إقناعه أن يستخدم في ذلك أسلوباً غير هذا الأسلوب الممجوج الذي يلجأ إليه بعض الجهلة عندما يعجزون عن الإقناع بالحجة والبرهان، والذي ننصحك به بعد تقوى الله تعالى والمبادرة إلى التوبة هو أن تنصح أباك بأحسن أسلوب, وتبين له خطورة الاستهزاء بالدين وبتعاليمه. كما نرجو أن تطلع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٤٢٨٤٦، ٦٠٨٤٣، ٥٦٤٢ وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٢ جمادي الأولى ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>