للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم من سب رب الكرسي زاعما أنه يقصد صاحبه]

[السُّؤَالُ]

ـ[فالرجاء إفادتي عن شخص يلعن بقوله والعياذ بالله مثلاً (يحرق رب الكرسي، يحرق دين الطاولة، يلعن -والعياذ بالله- رب الغرفة) وعندما نهيناه عن ذلك قال بأنه يسب رب الشيء يعني صاحبه، فما حكم الدين في ذلك؟ وجزاكم الله خيراً.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من حرّق أو لعن رب الكرسي أو رب الغرفة، وكانت قرينة تدل على إرادته بذلك سب الله عز وجل فإنه قد جاء بمنكر عظيم وإثم مبين، ولم يختلف المسلمون في أن من سب الله تعالى كفر، سواء كان مازحاً أو جاداً أو مستهزئاً، قال ابن تيمية في كتابه الصارم المسلول: فصل فيمن سب الله تعالى.... فإن كان مسلماً وجب قتله بالإجماع لأنه بذلك كافر مرتد وأسوأ من الكافر ...

وقول هذا الشخص إنه يقصد رب الشيء يعني صاحبه، فإن كان ثم ما يصدقه، بأن كان بينه خلاف مع صاحب الكرسي أو صاحب الغرفة أو وجد منه سبب للعنه لم يكفر بسبب ذلك القول ولكنه ارتكب إثماً إن كان ذلك الشخص لا يستحق اللعن، وإن لم يكن له وجه يصدق دعواه وإنما تكلم بهذا الكلام استخفافاً بحق الله تعالى لم يقبل منه ما ذكر أنه يقصده، فهو كمن عرض بلعن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال أردت العقرب، فإن ذلك لا يقبل منه.

قال خليل:..... أو قيل له بحق رسول الله فلعن وقال أردت العقرب قتل ولم يستتب حدا.... وقوله حداً يعني إن تاب وإلا قتل كفرا، كما قال الدردير وغيره من شراح خليل، وقال الدسوقي: وإنما لم يقبل منه ذلك لظهور لحوق السب بذلك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ رمضان ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>