للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الاستهزاء بالدين من أخطر الكبائر وأعظمها]

[السُّؤَالُ]

ـ[ظهرت في الآونة الأخيرة نكت طالت الدين الإسلامي في المواقع الألكترونية والهواتف المتحركة بشكل مؤسف ومخزٍ.. ويتناقلها بعض الأشخاص من باب الضحك المميت للقلب طبعا:

١. دجاجة معلقة صورة بيضة مقلية.. ليش؟ هذه صورة أخوها الشهيد..

٢. إمام لبناني قرأ الفاتحة في الصلاة.. وعندما قالت النساء آمين.. قال: يئبرني (فديت أو يا محلا) هذا الصوت راح أرجع اقرأ الفاتحة من جديد..

٣. ثعلب التقى بديك كان فوق الجدار فقال له: انزل نصلي جماعة.. وغيرها الكثير من النكت التي طالت الملائكة عليهم أفضل الصلوات والسلام أيضا.. فما حكم الإسلام بشكل مفصل دون الاكتفاء بكلمة حرام من قبلنا، أفيدونا؟ جزاكم الله عنا كل خير.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكل ما ذكرته في هذا السؤال يعتبر استخفافاً بالدين الإسلامي واستهزاء بمقدساته وبتعاليمه، وإن كان المتعاطي لهذه الأمور والمتداول لها واحداً ممن ينتمون إلى الإسلام وفعل ما فعل استخفافاً بالدين فاعلمي أنه قد كفر كفراً مخرجاً من الملة والعياذ بالله، قال الله تعالى: وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ* لَا تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ [التوبة:٦٥-٦٦] .

والاستهزاء بالدين من أخطر الكبائر وأعظمها لأن صاحبه مريض القلب، مستهين بالدين، لا يرضاه منهجا للحياة ويفضل عليه غيره، وإن كان الناشر لهذه السخافات والمروج لها هو بعض أعداء الإسلام، فلا غرابة في ذلك، فإن عداء خصوم الإسلام للإسلام سيظل موجوداً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولا يهدأ ذلك إلا إذا ترك المسلمون دينهم، وانتموا إلى الديانات الأخرى، قال الله تعالى: وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ [البقرة:١٢٠] .

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة:٢١٧] .

وواجب المسلم إزاء مثل هذه الأمور هو الدفاع عن عقيدته ومقدساته وتعاليم دينه، ونسأل الله العلي القدير أن يجعلنا وإياك ممن يغار لدينه ويدافع عن شعائره ويحميها بكل ما يستطيع.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٩ ربيع الأول ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>