للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[بحث المسلم في الأدلة ليزداد يقينه بأنه على الحق]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا شخص مسلم والحمد لله سلالتي كلها مسلمة والحمد لله من أب وأم فأنا ولدت مسلما ولكني بعد ما أسمعه أن الأديان وكل ناس في ديانتها تعتقد أنها على الطريق الصحيح فأردت أن أتأكد بنفسي من هذا الأمر وبحثت عنه مما أسمعه وقرأته بين المسيحية والإسلام حيث تأكدت وآمنت حقا أنني على الطريق الصحيح فهل أنا أخطأت أم لا كما أنني فكرت في وجود الله وعدمه والعياذ بالله لكي يكون إيماني كاملا لكي أتأكد بنفسي فهل هذه الأمور أخطات فيها وأنها مختصة بالأنبياء فقط فإن أخطأت دلوني على أن أصلح خطئي علما بأني والحمد لله مؤمن جدا الآن بوجود لله وبالدين الإسلامي وشكرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا بد للمسلم أن يعتقد اعتقادا جازما بأن الله تعالى موجود، وأنه لا معبود بحق إلا هو، وأن الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله، وأنه هو الدين الحق الناسخ لما سواه من الأديان والمهيمن عليها، هذا هو رأس عقيدة المسلم وهو مقتضى الشهادتين، فمن اعتقد هذا ثم طمحت نفسه إلى التحقق والتأكد من كذب ما يزعم غير المسلمين من كونهم على حق.. ونحو ذلك من المقاصد التي لا محذور فيها، أو أراد أن ينظر في آيات الله تعالى الدالة على وجوده وقدرته وكمال صنعته ليزداد إيمانه ويقوى يقينه فلا حرج عليه في هذا مادام تطلعه إلى زيادة اليقين والقضاء على كل الوساوس التي قد يلقيها الشيطان في قلب المؤمن ثم يرفضها المؤمن ويصده من غير شك في وجود المولى جل جلاله، أو في صدق الرسالة المحمدية أو في كون القرآن من عند الله ولا في صدق جميع مضامينه، ويدل على هذا قول إبراهيم عليه السلام لما سأل ربه أن يريه كيف يحي الموتى: قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي. ولا نعلم أن هذا خاصا بإبراهيم عليه السلام ولا بغيره من الأنبياء، وإذا تقرر هذا فإنا نقول للسائل مادام بحثك وتطلعك ليتأكد من نفسك على ماذكرت فلا نرى بأسا عليك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠١ رمضان ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>