للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[وجود الله معلوم بالبداهة]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل وطئ على الأرض إنسان لم يعلم بوجود رب واحد وإله أحد، أم أن الله أرسل لكل البشر منذرين فعلموا وإن لم يعملوا؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالتطلع إلى معرفة الخالق سبحانه وتعالى أمر مركوز في فطرة كل إنسان، والعاقل المتأمل في نفسه وفي الكون من حوله يعلم حقيقة أن لهذا الكون خالقاً متصفاً بكل كمال، منزها عن كل نقص.

فهذا الكون كله بنظامه ودقته شاهد على وجود خالق، بل الإنسان نفسه من أكبر الأدلة على وجود خالقه لأن الله تعالى خلقه من العدم، ومر بمراحل وأطوار متعددة في بطن أمه حتى خرج إلى هذا العالم، ومن هنا جاء التنبيه القرآني: وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ {الذاريات:٢١} .

ومع هذا فإن الله تعالى لطفا منه بالعباد، لم يترك أمة من الأمم إلا وبعث إليها رسولاً، قال الله تعالى: إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ {الرعد:٧} ، وقال تعالى: وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ {فاطر:٢٤} ، وقال تعالى: كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ* قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ {الملك:٨-٩} .

واستثني من هذا التعميم فترات من الزمن لم تبعث فيها رسل، ولكن الله رفع التكليف عن أهلها، قال الله تعالى: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً {الإسراء:١٥} .

فتحصل إذا، أنه لا إنسان على الأرض إلا وقد علم بوجود الله، إما عن طريق النظر في هذا الكون، وإما عن طريق الرسالات السماوية، إلا أن يكون هذا الإنسان مات في الصغر قبل بلوغ سن النظر والاستدلال، أو كان معتوها ممن لا يتعقل الأمور.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٩ جمادي الأولى ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>