للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم من سبق لسانه فشتم الذات الإلهية]

[السُّؤَالُ]

ـ[ما حكم الدين في رجل سب الله بدون قصد. فهل يعد كفرا؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن سب الله تعالى كفر مخرج من الملة بإجماع المسلمين كما سبق بيانه في الفتوى رقم:

٩٨٨٠ والفتوى رقم:

١٧٨٧٥.

إلا أن من سبقه لسانه بسب الله تعالى بدون قصد منه فلا شيء عليه، لقول الله تعالى: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً [الأحزاب:٥] .

وفي صحيح مسلم عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية: وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ [البقرة:٢٨٤] . قال دخل قلوبهم منها شيء لم يدخل قلوبهم من شيء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم قولوا: سمعنا وأطعنا وأسلمنا. قال: فألقى الله الإيمان في قلوبهم، فأنزل الله تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا قال: قد فعلت. رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا قال قد فعلت: وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا قال: قد فعلت.

وعليه، فإذا كان الأمر كما ذكر الأخ السائل أنه لم يقصد قول السب وإنما سبق لسانه به فلا شيء عليه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٤ ربيع الثاني ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>