للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم التنكيت بالقرآن]

[السُّؤَالُ]

ـ[هناك بعض الأشخاص يستعملون القرآن في النكت ليضحك الآخرين فما رأيكم في هذا الأمر؟

السلا م عليكم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فمما لا ريب فيه أن الإيمان بكتب الله ركن من أركان الإيمان، والإيمان بها يقتضي تعظيمها وتوقيرها. والاستخفاف بها، وجعلها عرضة للتنكيت وإضحاك الآخرين ينافي ذلك التعظيم المستلزم للإيمان، ومن فعل هذا بالقرآن الذي هو أفضل الكتب المنزلة من عند الله، فقد كفر كفراً بواحاً مخرجاً من الملة، يعتبر به مرتداً عن دين الإسلام، ومن ارتد فإنه يستتاب ثلاثة أيام، فإن تاب قبلت توبته، وإلا فإن الواجب على سلطان المسلمين أن يقتله بعد الغروب من اليوم الرابع.

ويستوي في الحكم بالردة من استخف هازلاً ومن استخف جاداً، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ) [التوبة:٦٥-٦٦] .

قال عبد العزيز الحنفي في (كشف الأسرار) معلقاً على هذه الآية: فصار المتكلم بالكفر بطريق الهزل مرتداً بعين الهزل لاستخفافه بالدين الحق لا بما هزل به، أي لا باعتقاد ما هزل به.

وقال ابن قدامة في المغني: ومن سب الله تعالى كفر سواء كان مازحاً أو جاداً، وكذلك من استهزأ بالله تعالى، أو بآياته، أو برسله، أو كتبه، قال تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) [التوبة:٦٥-٦٦] .

وينبغي أن لا يكتفى من الهازئ بذلك بمجرد الإسلام حتى يؤدب أدباً يزجر من ذلك. انتهى.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٢ شوال ١٤٢٢

<<  <  ج: ص:  >  >>