للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا صحة للقول بأن سيد قطب رمى المجتمعات الإسلامية شعوبا وحكاما بالكفر]

[السُّؤَالُ]

ـ[قرأت في رسالة أن منهج سيد قطب هو مصدر الجماعات التكفيرية وأنه رمى المجتمعات الإسلامية شعوبا وحكاما بالكفر وأنه حصر الشرك في الحاكمية دون الالتفات إلى شرك العبودية واستدل كاتب الرسالة بنصوص من كتب الشهيد، من فضلكم أفيدوني في هذا الموضوع؟ وجزاكم الله خيراً ونفع بكم الأمة.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا موقف سيد قطب وغيره من قضية الحاكمية في الفتوى رقم: ٦٥٧٢.

وسيد قطب لم يحصر التوحيد في الحاكمية فقط، ولكن يرى أن توحيد الحاكمية بمعنى أن يكون الحاكم في العباد والمشرع لهم هو الله لا غيره من التوحيد الذي لا يحصل إيمان إنسان إلا به، لأن الله يقول: إِنِ الْحُكْمُ إِلَاّ لِلّهِ أَمَرَ أَلَاّ تَعْبُدُواْ إِلَاّ إِيَّاهُ {يوسف:٤٠} ، وقال تعالى: أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ {الأعراف:٥٤} ، ولم ينفرد بهذا الموقف سيد وحده؛ كما بينا ذلك في الفتوى السابقة.

وأما القول بأنه رمى المجتمعات الإسلامية شعوباً وحكاماً بالكفر فقول غير صحيح؛ بل رمى بالكفر من يستحقه إذا توفرت الشروط وانتفت الموانع، ونحن نعتقد أن سيد قطب ليس معصوماً بل هو بشر كغيره من الدعاة يؤخذ من قوله ويرد، فلا يجوز أن يغلو فيه أحد فيرفعه فوق منزلته، كما لا يجوز أن يهضمه آخر حقه ويسيء إليه بغير حق، فالعدل والإنصاف هو المطلوب من كل مسلم.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ جمادي الثانية ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>