للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المصر على تارك الصلاة في خطر]

[السُّؤَالُ]

ـ[إلى الشيخ الفاضل:

سؤالي هو كالآتي: امرأة عجوز بلغت من العمر (٨٠سنة) ولم تؤد صلاتها المفروضة عليها فما حكم ذلك، مع أنها لم تسمع النصائح للقيام بالصلاة المفروضة، وما مصيرها يوم القيامة.

لهذا نأمل منكم الرد علينا ولكم التوفيق من الله.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذه المرأة إن كانت قد تابت إلى الله بعدما بلغت هذه السن فنسأل الله أن يقبل توبتها والله عز وجل غفورٌ رحيم، ولكن عليها أن تقضيَ ما فاتها من الصلوات عند جمهور أهل العلم، وشيخ الإسلام يرى أنه لا قضاء عليها، وعليها أن تجتهد في الاستغفار وتكثر من النوافل.

وأما إن كانت لا تزال مصرة على ترك الصلاة -كما هو الظاهر من السؤال- فإنها على خطرٍ عظيم فإن ترك الصلاة الواحدة عمداً حتى يخرج وقتها إثمٌ كبير أكبر من الزنا والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس بإجماع المسلمين، نقله ابن القيم في أول كتاب الصلاة، فكيف بتركِ الصلاة كل هذه السنين!! بل طائفةٌ من أهل العلم يذهبون إلى تكفير من ترك الصلاة كسلا، وقد قال صلى الله عليه وسلم: بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة. رواه مسلم.، وفي الترمذي عن عبد الله بن شقيقٍ قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفرٌ غير الصلاة.، وقال عمر رضي الله عنه: لا حظ في الإسلام لمن تركَ الصلاة. أخرجه البخاري.

وليس المقام مقام الترجيح بين الأقوال لكن عليكم أن تبينوا لهذه العجوز بطريقةٍ تفهمها أنها تُعرض نفسها لسخط الله عز وجل وعقوبته في الدنيا والآخرة وأنه لم يبق في العمر إلا القليل فعليها أن تبادر بالتوبة النصوح لعل الله أن يرزقها حسن الخاتمة، واجتهدوا في الدعاء لها بالهداية....

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٩ شعبان ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>