للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[التائب من ترك الصلاة هل يتدرج في أدائها]

[السُّؤَالُ]

ـ[عندي سؤال يحيرني وهو

إذا أنا كنت لا أصلي أبدا وأحببت أن ألتزم بالصلاة فهل أبدأ بالتدرج حتى أعود نفسي

أو أضغط على نفسي مرة واحدة وأبدأ أصلي الخمس كلها في المسجد مع العلم أني حاولت أكثر من ١٠٠ أن أصليها مرة واحدة وفشلت؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن على الأخ الكريم أن يعلم أن الصلاة هي عماد الدين، والمفرط فيها على خطر عظيم، فمن العلماء من يقول بكفر تاركها مطلقا، ومنهم من فرق بين من يتركها جحودا ومن يتركها تكاسلا، فالجاحد لها كافر بالإجماع وغير الجاحد الذي يتركها تكاسلا وتهاونا مختلف في كفره، كما سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: ١١٤٥.

إذا علمت هذا فإن الواجب عليك هو أن تتوب إلى الله تعالى من التهاون في فريضة الصلاة، وتلتزم بأداء الصلاة في أوقاتها ولا توخر الالتزام بها فإنها فرضت عليك مذ بلغت، وتركك لها كان عصيانا، واليوم بعد أن من الله عليك بمراجعة نفسك وتشوقت للقيام بما فرض الله عليك فإياك والتسويف، فإن ذلك من الشيطان ليصدك عن الصلاة، وليس لك عذر عند الله تعالى إذا مت وأنت غير ملتزم بصلاتك بحجة تعويد نفسك عليها تدريجيا مع معرفتك بوجوبها، والصلوات الخمس ليست عملا شاقا بحيث يحتاج إلى كل هذا التدريب والمطلوب منك عزيمة صادقة وعدم الركون إلى وسوسة الشيطان الذي يزين قبيح الفعال، فلو عزمت على ذلك عزيمة صادقة لرأيت الأمر سهلا إن شاء الله، وإذا دار الأمر بين أن تتدرج في الالتزام بالصلاة أو تتركها إطلاقا فلا شك أن التدرج هنا أولى.

وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتاوى التالية: ٦١٣١٨، ٢١٨٩٤، ٣٧٩٢٠.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٨ جمادي الأولى ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>