للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الصفات الحسنة لا تفيد شيئا مع ترك الصلاة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا امرأة متزوجة ببلد أجنبي، زوجي لا يقيم الصلاة ويشرب الخمر لكنه إنسان رائع، لا يغش لا يكذب لا يأكل حق أحد، كل من يتعامل معه يحبه، أحاول التأثير عليه لا يستجيب ويقول عندما أعود إلى الوطن، كان لديه رفيقات قبل الزواج وأشعر بأنه نادم جدا ووهو يشعر بأن الله لن يغفر له ماذا أفعل معه؟ كيف أتعامل معه؟ وعندما يسكر ويغضب مني يرمي يمين الطلاق، هل أطلق بسكره وهو فاقد العقل والسيطرة؟ وأحيانا يطلقني وهو عاقل حتى لا أعرف هل أنا شرعا زوجته أم لا، إذا تركته سوف يعود إلى الضياع ولن يعود إلى الوطن لأنب قريبته لي سنة واحدة معه واحبن كثيرا كثيرا لكن لا أريد أن أنجب أطفال زنى، ماذا أفعل أغيثوني، وجزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ذكرت أن زوجك لا يقيم الصلاة ويشرب الخمر، وهو يطلقك في حالة ما إذا كان في سكر، ويطلقك في حالات الصحو.

فأما طلاقه لك في حالات الصحو، فلا خلاف في وقوعه، وأما طلاقه حالة السكر، فإنه محل خلاف بين أهل العلم، والجمهور على أنه واقع، وقال البعض إنه لا يقع، وهو المرجح، وراجعي الفتوى رقم: ٢٣١٥٤.

ثم إن كونه لا يصلي سبب لبينونتك منه، لأن ترك الصلاة بالكلية كفر على القول الراجح، لما أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر.

وبناء على كل ذلك، فإنك لست زوجة لهذا الرجل، ولا يحل لك أن تمكنيه من نفسك، ولا خير لك في البقاء معه ما دام على هذه الصفات، ولو كان إنسانا رائعا كما زعمت، ولا يغش ولا يكذب ولا يأكل حق أحد، وكل من يتعامل معه يحبه، فهذه الصفات الحسنة لا تفيد شيئا إلى جانب ترك الصلاة وشرب الخمر.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٧ ذو الحجة ١٤٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>