للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا خير في عمل يشغل عن الصلاة]

[السُّؤَالُ]

ـ[مصلي يعمل في مصنع، عند مسلم، منع صاحب المصنع أن تؤدى الصلاة في أوقات العمل.

السؤال: هل على العامل أن يصلي ويخالف قوانين صاحب العمل؟ مع العلم أنه إذا خالف سيطرد؟

والعمل قليل في البلاد. ولكم مني كل التقدير. وجزاكم الله خيراً.....]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن مما يثير العجب والدهشة، أن يوجد في المسلمين من يمنع غيره من الصلاة، بحجة تأثيرها على العمل، وهو يعلم أن الصلاة فريضة لا تسقط عن المسلم بحال، وأن تاركها كافر عند كثير من العلماء، وأنها طاعة من الطاعات التي تجلب الأرزاق، وتطرد الفقر، والعيلة، قال تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ [البقرة:٤٥] .

وقال تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ [الأعراف:٩٦] .

وقال تعالى عن أهل الكتاب: وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ [المائدة:٦٦] .

وقد ذم الله تعالى الناهين عن الصلاة بقوله: أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى*عَبْداً إِذَا صَلَّى [العلق:٩] .

وذم المنافقين والناهين عن الطاعات عموماً فقال: الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوف [التوبة:٦٧] .

وأي منكر أعظم من الأمر بترك الصلاة والنهي عن فعلها.

ولذلك فإننا نوصي صاحب هذا المصنع بدعوة عماله إلى الصلاة، وبها يعم عليه وعليهم الخير إن شاء الله تعالى.

ونقول للسائل: إذا كان هذا الرجل يمنعك من الصلاة تماماً حتى يخرج وقتها فلا خير في هذا العمل، ويجب عليك أن تتركه وتبحث عن غيره، أما إذا كان يترك لك فرصة للصلاة في محل العمل، ولو لم يكن ذلك في أول وقت الصلاة، فيمكنك الاستمرار معه في العمل، لكن ينبغي لك أن تبحث عن عمل آخر، تتمكن فيه من أداء الصلاة في جماعة، لأن المداومة على ترك الصلاة في جماعة، فيها خطر على إيمان المرء لا سيما مع القول بوجوب الصلاة في جماعة للقادر عليها وهو الراجح.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ جمادي الثانية ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>