للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[علاج العقم عن طريق المشاهرة.. وسيلة خاطئة]

[السُّؤَالُ]

ـ[تزوجت أنا وأخي في أسبوع واحد وذلك منذ سنتين تقريبا وطبيا لا يوجد أي موانع للحمل سواء كان بخصوصي أنا وزوجتي أو بخصوص أخي وزوجته وإلي الآن لم يحدث حمل، ومن العادات القديمة أخذت العائلة في الإلحاح علينا بأعمال غريبة لفك المشاهرة التي هي السبب الرئيسي في تأخر الحمل. فما قول الدين في هذا؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن المشاهرة هذه من البدع الباطلة، والخرافات الزاهقة التي لا تقوم على أي أساس لا من الشرع ولا من العلم، وهي من العادات الجاهلية القديمة، وممن يكثر التمسك بها أهل النوبة، ويزعمون أن المشاهرة تؤدي إلى العقم، وجفاف الحليب في ثدي المرآة الحامل، ونزيف يحدث للمرأة وغير ذلك.

ويسلكون في فكها وعلاجها ـ بزعمهم ـ طرقا أقرب ما تكون للسحر والشعوذة والأباطيل والخرافات، بل ومنها أمور تخالف العقيدة مخالفة واضحة كتلك التي تعتمد على تعظيم بعض الأشياء مثل تعظيم الماء وخصوصا (نهر النيل) وتعظيم النار وغير ذلك، ولذا فإنه يحرم اللجوء لمثل هذه الترهات ويحرم الاعتقاد فيها، لأن هذا ضرب من الشرك فقد يكون شركا أكبر إذا اعتقد أن هذه الأمور بذاتها تجلب الشفاء، وقد يكون شركا أصغر إذا اعتقد أنها سبب في العافية والشفاء، لأن طلب التداوي بشيء لم يثبت كونه سببا لا شرعا ولا حساً، نوع من الشرك الأصغر، وذلك مثل: التولة، والقلائد التي يقال إنها تمنع العين، وما أشبه ذلك، لأن فاعل هذا قد أثبت سببا لم يجعله الله سببا، فكان مشاركا لله في إثبات الأسباب، وهذا من ضوابط الشرك الأصغر؛ كما ذكره ابن عثيمين رحمه الله.

فأعرض رحمك الله عن أهل الجهل والضلالة، وعليك بما شرعه الله من الأسباب الشرعية كالرقى والمعوذات الشرعية من نصوص الكتاب والسنة المطهرة، وكذلك الأسباب الدنيوية مما يقرره أهل الطب والاختصاص.

ويمكنكما أن تعرضا أنفسكما على من له خبره بعلاج السحر والحسد بالقرآن والسنة، ومن عنده علم بالرقية فلربما كان للحسد أوالسحر دور في ذلك.

نسأل الله سحانه بفضله ورحمته أن يرزقكما الذرية الصالحة.

وللفائدة تراجع الفتاوى ذلت الأرقام التالية: ٥٢١٧٠، ٥٢٤٥٥، ٤١٣٧.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ ذو القعدة ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>