للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[رقية الكتابي للمسلم ... رؤية شرعية]

[السُّؤَالُ]

ـ[هناك ظاهرة منتشرة للأسف الشديد في بلدي وهي بلد مسلمة وهي أن بعض الناس الذين يعتقدون أن هناك من يعمل لهم أعمالاً وسحراً يذهبون إلى الكنيسة لمقابلة القسيس لكي يقوم بفك هذا السحر وذلك عن تجربة شخصية لإحدى معارفي بعد اعتراض شديد منا فذهبت هذه السيدة إلى القسيس لأجل ابنها العاق وقام القسيس بقراءة أشياء على الماء وأعطاه لها لكي تشرب منه ومن كان معها وقال لهم على بعض أشياء يقرؤها من الإنجيل والتوراة لأن الجن عند سماع هذا الكلام لا يرجع أبدا والآن أنا أعرف أن هذا حرام ولكني أريد معرفة الحجج والبراهين التي أستطيع إقناع هذه السيدة بها وشكرا]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.... أما بعد:

فالاسترقاء عند أهل الكتاب من قسس ورهبان وغيرهم قد اختلف العلماء في حكمه! فمنهم من منعه ومنهم من أجازه، ولكل منهما دليله وحجته، ومن أفتى بجوازه من العلماء المعاصرين الشيخ / بن باز - رحمة الله عليه - فقد سئل هل تجوز رقية النصراني واليهودي للمسلم؟ فأجاب: إذا لم يكن من أهل الحرابة وكانت من الرقية الشرعية فلا بأس بذلك، ثم سئل هل تجوز رقية أهل الكتاب للمسلم إذا كان - يعني الراقي - يقرأ من التوراة والإنجيل المحرف؟ فأجاب: لا يجوز ذلك، أما إن كان بالدعاء والقرآن فلا بأس بذلك.

وبالرجوع إلى كلام العلماء في هذا الموضوع يتبين أن الأصل في الرقية من الكتابي الجواز، ولكن لابد أن تكون من الرقية الشرعية - أي بالقرآن أو السنة وأسماء الله تعالى وصفاته، أو الكلام العربي المفهوم الذي لا غموض فيه ولا خفاء.

ومع هذا فإنا ننصح بالابتعاد عن هؤلاء الكفرة وعدم الذهاب إليهم، لأن عندنا من الرقية الشرعية والعلاج بجميع أنواعه ما يغنينا عنهم.

والله تعالى أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٤ صفر ١٤٢٣

<<  <  ج: ص:  >  >>