للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم صلاة من لم يعقل منها شيئا]

[السُّؤَالُ]

ـ[أعاني بشدة من أحلام اليقظة لدرجة أني لا أجد عقلي بدون تفكير في ما يفيد أو في غيره. وهذا الأمر يقلقني جدا في الصلاة فأحيانا أتم صلاتي وما عقلت منها شيئا. فهل علي إعادة الصلاة سواء كانت فرضا أو نفلا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن المصلي مطلوب منه إحضار ذهنه وقلبه أثناء الصلاة، حتى يحصل له التدبر والخشوع الذي هو لب الصلاة وروحها، ولا ينبغي للمسلم أن يسترسل في حديث النفس، والتخيلات، والخواطر التي لا تجر إلا إلى الوسوسة، وضياع الوقت فيما لا يعود على الإنسان بفائدة. وفي التفكير في آيات الله تعالى الكونية، والاشتغال بالقرآن والأذكار غنى للمسلم عن الاسترسال في التخيلات وما إليها.

ثم إن من صلى صلاة تامة الشروط والأركان، ولم ينقصها إلا عدم الخشوع فلا إعادة عليه -وإن لم يعقل منها شيئاً- لكن أجرها ناقص نقصاً كبيراً للإخلال بالخشوع فيها، ففي سنن أبي داود عن عمار بن ياسر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته، تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها"

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٣ شوال ١٤٢٢

<<  <  ج: ص:  >  >>