للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[يتعين على المسلم حفظ لسانه عن الألفاظ الموهمة]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل الإسلام يستحق لرسول الله أم لا، وإن كانت الإجابة بلا هل هذا استنقاص من قيمة رسول الله وتقليل من شأنه وكرامته وهل يجوز هجرة المسلم الذي يعتقد هذا.

أحد المشايخ (من جماعة الدعوة والتبليغ) من تونس أفتى بتكفير وضرورة هجر من يحمل هذا الاعتقاد.

*ماذا افعل مع الأفراد (أغلبهم من جماعة الدعوة والتبليغ) الذين يقولون إن هذا الدين لا يستحق لرسول الله لنصرته هل أهجرهم تماما، أنا في حيرة، أرجوكم أفتوني........]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان مراد السائل هل الإسلام محتاج لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد بينا تفصيل القول في هذه المسألة في الفتوى رقم: ٥٢٧٢٨، والفتوى رقم: ٥٧٤٤٥، وبينا أن من قال مثل هذه العبارة يريد انتقاص النبي صلى الله عليه وسلم يكفر بها.

وإن كان لا يريد انتقاصا منه فلا يكفر، وذكرنا أن الظاهر أن قائل هذا لا يريد انتقاص الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن المسلم يتعين عليه أن يحفظ لسانه عن الألفاظ الموهمة، وأن يجعل دعوته مبنية على الكتاب والسنة، فقد قال الله تعالى: قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ {الأنبياء: ٤٥} .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم عندما يدعو قوما إلى الله تعالى يقرأ عليهم القرآن كما ثبت في الصحيحين وغيرهما، وأما هجر من يقول مثل هذا القول فلا ننصح بهذا إلا بعد بيان المسألة والتأكد من قصده السوء ونصحه، فإذا أصر على مثل هذا القول مريدا السوء فلا حرج في هجرانه إذا علمت إفادته.

ويتعين البعد عن تكفير الشخص المعين إلا بعد التأكد من كون ما صدر منه يعد كفرا في الشرع إضافة إلى توافر ضوابط التكفير التي ذكرها أهل العلم، وراجع في ذلك الفتويين: ٧٢١، ١٢٨٠٠، وفي هجر الأقارب المستهترين بالدين الفتوى رقم: ٩٧٦٠٢.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ شعبان ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>