للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[طريق السلامة من نزغات الشيطان ووساوسه]

[السُّؤَالُ]

ـ[منذ حوالي الستة أشهر تعرضت لعدة أمور ومنها أن واحدا أو مجموعة من الجن أظنهم الشيطان الرجيم إبليس والعياذ بالله منه وجنوده كانوا يأتونني ويكلمني أحدهم ويقول إنه الله وأشهد أنه قد كذب، ويفترون على الله الكذب، فقالوا لي مرة إن إبليس لعنه الله هو ابن الله وأشهد أنهم كذبوا، ومرة افتروا على الله سبحانه وتعالى وبما لا أقدر أن أذكر، وأشهد أنه لا إله إلا الله، ومصيبتي أني كنت أصدقه، ثم يكشف الله لي كذبه فيأتيني بكذبة غيرها، حتى من الله علي بفضل منه ورحمة وعلمني أنه سبحانه يكلمنا بالقرآن الكريم فالحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه.

فهل أعد كافرا أم أنني غير مؤاخذ لأنني ما كنت أعلم أنه شيطان، وأرجو أن تحذروا إخوتي الدعاة ليحذروا المسلمين أن الجن يقدرون أن يكلمونا فيستغل الشياطين الأمر ليحاولوا أن يضلونا ومن يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، ولم أرد أن أكتب كل كذبهم خشية أن يكون فتنة ولكن إن أردتم التفصيل أرسله لكم في الأخير، أطلب منكم أن تستغفروا الله لي وهل من نصيحة.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الشيطان وأعوانه حريصون على إغواء بني آدم وإضلالهم؛ كما قال تعالى: إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {فاطر:٦} .

فاحمد الله الذي وفقك وعرفك أن هؤلاء كاذبون، وأما تصديق الشيطان فيما يقوله من نسبة الولد إلى الله فنرجو أن لا تكون مؤاخذا به إن كنت لم تتكلم به ولم تعتقده، وعلى أية حال فإن التوبة الصادقة تكفر الذنوب جميعا.

ويتعين عليك الآن أن تسعى جاهدا في العمل بما يسلمك من نزغات الشيطان ووساوسهم، فاحرص على تعلم الدين، وادرس كتب التوحيد التي تضمنت نصوص الوحي وكلام السلف الصالح، وصاحب وجالس أهل العلم، وواظب على التحصينات الربانية، وأكثر من تلاوة وسماع القران ومحاضرات أهل العلم النافعة ومطالعة كتب الترغيب والترهيب، فإذا قمت بما تيسر من تعلم التوحيد ومصاحبة أهل الخير فنرجو أن يسلمك من الشيطان وأعوانه، ونسأل الله العلي القدير أن يغفر لنا ولك ولجميع المسلمين.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٣٣٨٦٠، ٥٦٩٣٢، ٥٨٠٧٦، ٦٨٤٦٨، ٨٠٦٩٤.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٨ محرم ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>