للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[إيذاء الجني للإنسي حق واقع]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل يمكن للشياطين أو الجن أن يؤذوا أو يضروا بني آدم أو يلبسوهم ويدخلوا أجسامهم وهل يكمن أن يعرفوا ما يدور في عقله دون أن ينطق به أرجو ذكر أدلة شرعية مع بيان قوتها أو ضعفها]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتلبس الجني بالإنسي أمر ثابت، وقد تقدم الكلام عن إمكانية تلبس الجن بالإنس في الفتاوى التالية أرقامها: ١٥٣٠٧، ٢٣٥٠٩، ٣٥٢٨١.

وقد يؤذي الجني الإنسي بالضرب وغيره بحسب الباعث والدافع له إلى ذلك، كأن يكون الإنسي آذاهم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

وتارة يكون الإنسي آذاهم إذا بال عليهم أو صب عليهم ماء حارا، أو يكون قد قتل بعضهم أو غير ذلك من أنواع الأذى، وهذا أشد الصرع، وكثيرا ما يقتلون المصروع، وتارة يكون بطريق العبث، كما يعبث سفهاء الإنس بأبناء السبيل.اهـ.

وهذا الأذى لا تقدر عليه الجن إلا بإذن الله عز وجل وقدره، فلو لم يقدر الله ذلك ما ضروا أحدا بشيء.

أما معرفة ما في عقله دون أن ينطق به فهذا من الغيب، والغيب لا يعلمه إلا الله الذي يعلم ما تخفي الصدور. قال سبجانه: [عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (الجن: ٢٦-٢٧) .

وقال سبحانه: [قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ] (النمل:٦٥) .

والمراد بالغيب هنا: ما لا يتوصل إلى معرفته بالوسائل العادية، بل لا بد فيه من خبر الوحي، والجن والشياطين يقعدون في السماء يسترقون السمع فيسمعون الكلمة من الوحي ويذهبون بها إلى أوليائهم من الكهنة والعرافين فيزيدون عليها مائة كذبة.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٢ صفر ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>