للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الحكمة من خلق العباد]

[السُّؤَالُ]

ـ[بسم الله الرحمن الرحيم أعلم أن الله سبحانه وتعالى خلقنا وتفضل علينا وهو ربنا وأمرنا بعبادته وهي لاتنفعه بشيء ولا تضره ولكن لماذا خلقنا وهو ليس بحاجة لنا او لعبادتنا ((سبحانه وتعالى)) ]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ...

خلق الله سبحانه وتعالى هذه الحياة الدنيا وجعلها دار امتحان وابتلاء، قال تعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) [الملك:٢] . فالسعيد فيها هو الموفق للطاعة والاستجابة، والشقي فيها الذي حرم التوفيق، عصمنا الله وإياك. إذا علم هذا تبين لنا أن الله لم يخلق هذه الحياة وما فيها لهواً ولا عبثاً وإنما خلقها لحكمة: أهم الظاهر منها: الابتلاء ليجازي المحسن على إحسانه والمسيء على إساءته، قال تعالى: (أفنجعل المسلمين كالمجرمين * ما لكم كيف تحكمون) [القلم:٣٥ـ٣٦] . فما على العبد إلا الاستجابة والانقياد والاستسلام لأمر مولاه وخالقه الذي هو أعرف به من نفسه. وليعلم العبد أن طاعته لله إنما تنفعه هو - وأن معصيته إنما تضره ولا تضر الله شيئاً والخوض في مثل هذه الأسئلة وإطلاق العنان للخواطر المثيرة للشبهات والشكوك يعود عليك وعلى دينك بما لا تحمد عقباه، قال تعالى: (ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم) [التغابن:١١] . والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ صفر ١٤٢٠

<<  <  ج: ص:  >  >>