للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[بين الحسد والتألم والغبطة]

[السُّؤَالُ]

ـ[عندي بنات عم أصغر مني عمراً وخطبن وأنا أحسست بانهيار نفسي جداً وأحسست أني ما راح أتزوج وتحطمت نفسياً هل هذا يعتبر حسدا وأرجو الدعاء لي بالزوج الصالح؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الحسد المذموم هو تمني زوال النعمة عن الغير، فإن كنت لا تحسين في نفسك شيئاً من هذا المعنى تجاه بنات عمك فلا يعتبر ذلك حسداً، وأما الغبطة فلا تذم وهي أن يتمنى الإنسان مثل ما عند الغير من نعمة دون أن يتمنى زوال هذه النعمة عنه، وتراجع الفتوى رقم: ٤٩٦٣٨.

وشعور المرء بشيء من الألم في النفس عند عدم تحقق مرغوبه لا حرج فيه إن شاء الله ما لم يترتب عليه محظور شرعي، فإن ترتب على ذلك أمر محرم كإبداء السخط وعدم الرضا بالقضاء ونحو ذلك فيتوجه إليه حينئذ الذم، فالذي نوصيك به هو الصبر، واستحضار أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، فالإيمان بالقدر من خير ما يعين المرء على تسلية النفس وحصول الرضا وراحة القلب، وتراجع الفتوى رقم: ١٥٨٨٨، ونوصيك بالاستعانة بالله تعالى أولاً والإكثار من دعائه، ثم بذل الأسباب كالاستعانة بصديقاتك وأزواجهن في البحث عن زوج صالح، فإن هذا مما لا حرج فيه شرعاً، وتراجع الفتوى رقم: ٧٦٨٢، نسأل الله تعالى أن ييسر لك أمرك، وأن يفرج كربك، وأن يرزقك زوجاً صالحاً.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٤ ذو القعدة ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>