للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[السحر من الكبائر الموبقات]

[السُّؤَالُ]

ـ[أبي إنسان طيب لكن مشكلته أنه يصدق كل ما يقال له تعرف على أحد الرجال تزامن ذلك مع وجود مشاكل بالبيت وعندما اشتكى لهذا الرجل حالنا نصحه بأن يذهب إلى أحد الشيوخ (يمكن يكون حسد..الخ) لعله يقرأ في البيت أو ما شابه سأله أبي إذا كان يعرف أحدا ثم اخذ أبي إلى أحد الشيوخ بعد ذلك اكتشفت أنه ساحر لأني وجدت ورقة مكتوبا عليها أشياء غير مفهومة لكن وجدت أسماءنا مع اسم أمي فأخذت الورقة وأحرقتها بدون علم أحد وبعد ذلك بمدة كبيرة شاهدت ورقة أخرى أردت أن أحرقها لكن شاهدني أبي وغضب وضربني وحدثت مشكلة كبيرة بالبيت انتظرت حتى هدأ الموضوع كلمته أنا ونصحته أمي لكن ليس بأيدينا شيء حدث هذا قبل سنتين، أنا أظن أن أبي إلى الآن له علاقة بهذا الساحر إما أنه يذهب له أو يكلمه، ماذا أفعل بأبي وهل أحرق الأوراق؟ وماذا أفعل حتى أقي أبي هذا الخطر، أنا لا أريده أن يتعذب في آخرته ويحل عليه غضب الله مع العلم أنه يصوم ويصلي وقد أدى فريضة الحج ولله الحمد، أفيدوني أفادكم الله؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالسحر من أعظم الذنوب، وقد دل القرآن على أنه كفر، قال تعالى: وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ {البقرة:١٠٢} .

وقد عده رسول الله صلى الله عليه وسلم من السبع الموبقات، وحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الذهاب للسحرة، فقال صلى الله عليه وسلم: ليس منا من تطير، أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى عليه وسلم. قال المنذري: إ سناده جيد.

أما عن سؤالك، فيجب عليك حرق الأوراق المشتملة على الطلاسم، إذا كان ذلك بإمكانك ولم يترتب عليه ضرر، أما إذا كان في إحراقها مفسدة، فلا يجب عليك ذلك، ولكن يجب أن تستمري في نصح والدك بالرفق والحكمة، وحثه على مصاحبة الصالحين، وحضور مجالس العلم والذكر، وسماع المواعظ النافعة، ومحاولة إطلاعه على كتب أهل العلم الثقات في مسائل الإيمان وما يتعلق بهذه الأمور، وتعريفه بعلاج السحر والحسد ونحو ذلك والتحصن منها بالتوكل على الله والدعاء وسائر الأمور المشروعة لذلك، وهي مبينة في الفتوى رقم: ٢٢٤٤.

ونوصيك بالاستعانة بالله والإلحاح في الدعاء فذلك من أعظم أسباب التوصل إلى المطلوب.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٦ صفر ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>