للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[احتمال حصول السحر وارد]

[السُّؤَالُ]

ـ[لدي استفسار وأشك أن في الأمر سحرا:

وهو أن إشاعة دارت بين الناس أنني قمت بارتكاب الفاحشة مع فلانة وهي قريبة لي وكان عمري في هذه الفترة ثلاثة عشر عاما وكان عمر الفتاة حتى لا يتجاوز الست سنوات ولكن بعض الناس لم يصدق ذلك وبعضهم صدق ذلك ويوجد مجموعة من هؤلاء الناس هم من يطلقون هذه الإشاعة وأعرفهم تماما وفي هذه الفترة بالذات عندما كنت أدخل الحمام ليلا أشعر بصفعة كأن أحدا في هذا الحمام هو من صفعني وأرجع وأكرر الدخول للحمام مرة أخرى ولكن لا أشعر بشيء واعتقدت أنه وهم وحتى أهلي اشتكوا من هذا الصفعة في الحمام وأيضا اعتقدوا أنها مجرد وهم ولكن كانت صفعة حقيقة وصارت تحصل مع أمراض لا يعرف لها سبب من قبل الطب ولكن بعد فترة أشفى منها وخاصة ألم في المعدة والخاصرة والرأس والألم متنقل بين الثلاثة أماكن من جسدي وصرت أمارس العادة السرية بشكل غريب وعدة مرات في اليوم الواحد وطبعا

عرفت الآن أنني كنت أمارس العادة السرية بشكل غريب أما في تلك الفترة كنت أعتبره شيئا طبيعيا

وكانت علاقة أهلي مع أهل الفتاة كالعائلة الواحدة أي أهلي وأهلها عاشوا معا في القدم وحتى أنا عشت معهم فترة لا باس بها وحتى أردنا نزوج أخي منهم قال لنا بعض الشيوخ لا يجوز لأن كل هؤلاء عاشوا كالإخوة ولا يجوز ذلك ودارت الأيام حتى أصبحت الفتاة في التاسعة أو العاشرة وفي يوم كنت نائما في البيت ولا يوجد أحد من أهلي فيه جاءت الفتاة إلينا وإذا بها تدخل فراشي وتداعبني وأنا نفس الشيء ولم أشعر بنفسي إلا عندما وضعت أصبعي في فرجها وبعد ذلك تركتها وذهبت إلى الحمام طبعا الوقت ليلا ورجعت وطردتها وندمت كثيرا على فعلتي وفي اليوم التالي وإذا بجيراننا يقولون إنني كنت في الحمام أتشاجر مع أحد أي أنني أصرخ على أحد في الحمام وهذا ما أكده كل الجيران ولكن أنا لا أذكر أنني تشاجرت مع أحد في الحمام لأنه لا يمكن أن يكون معي أحد في الحمام

وبعد أيام اكتشفت فعلتي من قبل أهلها ويبدو أنني افتضضت بكارتها بأصبعي وأخفى أهلي وأهلها الأمر عن الناس ويبدو أن الأولاد الصغار سمعوا ما دار بين أهلي وأهلها وتكلموا به للناس ببراءة ليس أكثر وصارت الإشاعة الآن حقيقة ولكن بالأصبع ليس ارتكاب الفاحشة ودارت من جديد بين الناس وصار الناس يسألوني عن فعلتي وأنكر وخاصة ممن كانوا يطلقون الإشاعة وصاروا الآن يطلقون الحقيقة بدون خجل وعلى مسمع منا ومرات سنوات كثيرة على هذا الأمر والبنت لم تتزوج وأنا كذلك ومازال الناس يسألوني عن فعلتي ولكن الغريب في الأمر أنني صرت أقابل أشخاصا من الذين كانوا يطلقون الإشاعة في الماضي ومازالوا يسألوني عن فعلتي ومعهم أشخاص آخرين من غير المناطق عندما يبدأ الحديث حول هذا الموضوع بعده بقليل اشعر بشيء ليس له شبيه سوء الإغماء أو الغيبوبة البسيطة وهذا تكرر معي كثيرا عندما يسألني شخص من أقارب المجموعة التي كانت تطلق الإشاعة سابقا عن فعلتي وفي إحدى المرات دخلت إلى مجلس به من جميع أصناف البشر وفيه أناس ملتزمون دينيا وفيه أناس من المجموعة التي كانت تطلق الإشاعة وتعرضت لمجموعة من الأسئلة حول فعلتي وشعرت نفس الشعور السابق وهو إغماء بسيط وتفاجأت بشخص من الملتزمين دينيا يصيح بي انتبه إن هناك سحرا مع أحدهم ويجعلك تتكلم دون أن تدري قلت له كيف قال لي إنني ذكر القصة كاملة دون أن أدري ولكن لم أصدق وخرجت من المجلس ولكن تكرر الأشخاص الذين يقولون لي إنني أتكلم دون أن أدري وهناك سحر يجعلونني أتكلم بفعلتي دون أن أدري وجميع ما أكد لي هم صادقون في ذلك ومنهم لأول مرة نراه جميع الموجودين حتى أي شخص من المجموعة التي كانت تطلق الإشاعة

وأصبحت الآن اشعر أنني منذ قبل فعلتي مسحور وحتى الفعل الذي قمت به هو تحت تأثير السحر لأنني لم أمل يوما من الأيام إلى طلب الزنا رغم أنه متاح لي بسهولة وقد تكون الفتاة أيضا مسحورة ومن الأشياء التي حدثت وتأكد لي أنني مسحور هي أن شخصا من المجموعة التي كانت تطلق الإشاعة سابقا دخل لمحل الحلاق بعد أن كنت به أقص شعري وقال للحلاق إن هذا الشخص فعل كذا وكذا وغافل الحلاق وأخذ من شعري المرمي في الأرض وذلك ما أكده الحلاق نفسه وصار الحلاق يحذرني من السحر لأنه قال لي أي الحلاق وهو ملتزم دينيا أن الشعر يمكن فعل السحر به واللباس الداخلي أيضا ولباسي الداخلي فقدته عدة مرات ولم أهتم لذلك لأنني في الأصل كنت كثير النسيان والآن يبدو لي إما أن السحر انفك عني أو أن ذاكرتي أصبحت قوية لدرجة أنني صرت أذكر الكثير من الأمور التي جرت

معي وصرت أتذكر أمورا قبل فعلتي وهذا يرجعني إلى خمسة وعشرين سنة من الآن أو أكثر من ذلك

أرجو منكم أن تفيدوني حول سؤال هذا لأنني تكاد الحيرة تنال مني أهو سحر أم ماذا وهل المسحور يفعل فعلا ويعلم به ولكن كأنه مسير وهذا ما أشعر به.

أفيدوني.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإنه ليس عندنا ما يمكن الجزم به في تفسير ما يحصل لك، واحتمال حصول السحر وارد، ولكنا ننبهك على بعض الأمور: فمنها أن الصبي قبل بلوغ سن التكليف غير مؤاخذ بما يحصل؛ لما في حديث المسند: رفع القلم عن ثلاث: وذكر منها: وعن الصبي حتى يبلغ.

ويتعين على من وقع في شيء من المعاصي أن يستر نفسه ولا يبوح لأحد بسره مهما كان.

ثم إن الزواج ممن عاش معها الشخص في الصغر لا يحرم إلا إذا كان هناك سبب للتحريم من قرابة تحريم، كأن يكونا أخوين، أو يكون هو خالها أو عمها، أو أن تكون هي خالته أو عمته مثلا، أو تكون هناك محرمية بإرضاع أو مصاهرة، وأما المجاورة فلا تحرم؛ بل يشملها عموم قوله تعالى: وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ {النساء: ٢٤}

وأما كلامك بما لا تعقله وقت الإغماء فلا يمكن أن يؤاخذك القضاء به لشبهك بالمعتوه، وعليك أن تعالجه بالحفاظ على التعاويذ الصباحية والمسائية، كما يشرع أن تعالجه بالرقية الشرعية، وراجع فيها الفتاوى التالية أرقامها: ٥٢٥٢، ١٠٩٨١، ٢٢٤٤، ٢٠٠٨٢، ٦٥٨٠، ٢٣٥١٤.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٠ جمادي الأولى ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>