للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ممارسة السحر والدلالة عليه وإتيان السحرة]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا من الجزائر أردت اليوم أن أحدثكم في موضوع ودون إطالة أدخل في موضوعي عندي أمي كانت تعالج المصابين بالمس وكافة أنواع السحر لكن بالسحر وذلك بإقامة ما يسمى عندنا (الزردى) أو استحضار الروح ثم حدث ما يجب حدوثه من هذه الأعمال ألا وهو تشتت العائلة مما أدى إلى توقف أمي عن هذه الأعمال في سنة ١٩٩٩ -فشكرت الله على هذا لكن اليوم أتت إلينا بنت من العائلة تعاني من الإصابة بالمس منذ أكثر من ١٣ سنة تطلب المساعدة من امي لكي تخلصها مما هي فيه فلم تلب لها ذلك لكنها أرسلتها إلى أحد السحرة حيث طلب منها أن تصبر ١٥ يوما لكي يستطيع تخليصها مما هي فيه. وأنا أرفض تماما هذه الأشياء التي توصل إلى طريق الشرك بالله.... -أرجو أن تكونوا قد فهمتم ما أود الوصول إليه.... بحيث إنني الكبير في الدار فهدا يؤثر على حياتي. أفيدونا أفادكم الله كيف أستطيع تخطي هده المرحلة الله ورسوله أعلم ما أصابني؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالسحر من كبائر الذنوب بل من موبقاتها وبعض أنواعه كفر، كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات.

وفعل السحر محرم وكذا إتيان السحرة، لما روى الإمام أحمد من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. وفي رواية البيهقي: من أتى ساحرا أو كاهنا أو عرافا ...

وعليه، فإن كانت أمك قد مارست السحر أو دلت على من يمارسه فقد أتت ذنبا عظيما وجرما خطيرا، والواجب عليها التوبة من هذه المعصية، وأن لا تعود إليها أبدا. كما أنها أيضا قد أخطأت في إرسالها لتلك البنت إلى أحد السحرة.

وعلى تلك البنت أن تعلم أن طريقة الوقاية من السحر أو المس والعلاج من أي منهما تكون بالرقية الشرعية وبكثرة تلاوة القرآن العظيم، والمداومة على الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم صباحا ومساء، والتجاء العبد إلى ربه بالدعاء بالحفظ والشفاء إن كان مصابا، وبالاستقامة على أوامر الله وتجنب المعاصي. ولمعرفة حكم قول الله ورسوله أعلم راجع الفتوى رقم: ١٥٩٢٦

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٦ شعبان ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>