للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مدى مؤاخذة المسحور باقترافه المعاصي]

[السُّؤَالُ]

ـ[الإخوة الأعزاء بالموقع الإسلامي نشكركم على ما تقدمونه للجميع من خدمات، سؤالي هو: أنني قد أصبت بسحر عند زواجي الأول حتى تم الطلاق بيننا في الشهر الثاني من الزواج هل لي عدة أدفعها إلى البنت، عندما أصبت بهذا السحر فقد حصلت لي وسوسة شديدة حتى أبعدتني عن الطريق القويم وأصبحت لا أريد قراءة القرآن الكريم، تغير شكلي تماماً، لكن كنت أقاوم نفسي شديداً بأن أصلي وحتى أني لم أخشع في صلواتي ومداوم عليها إلى الآن وبدأت في التداوي بالرقية الشرعية وقد أخذت وقتاً طويلاً، الآن إنني أحسن حالا من حالة فترة الزواج، والوسوسة قلت بنسبة كبيرة مقارنة في حالة الزواج طبعاً تعلمون الشباب لحاجتهم إلى الزواج في الوقت الراهن لكن عندما قرأت الآية (وَلَا تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ..... إلخ) وهي ترفض زواج المشرك للمسلمة، مع العلم بأني من أسرة مسلمة وهل حدوث التفريط أثناء الإصابة بمرض الوسواس والسحر يعتبر خروجا من الملة والرجوع إلى الطريق المستقيم يحتاج إلى جهد جبار وبمعونة الواحد القهار للخروج من هذه المسألة، طبعاً الإنسان لا يجزم بأنه مشرك أو مسلم وهذه هي من شؤون رب العالمين وهو العارف بأحوال عباده وإني مازلت أصلي والحمد لله أنا في حالة أفضل من حالتي عند الزواج، سؤالي هو: هل يمكنني أن أتزوج وأني لم أتم علاجي من السحر أم أنتظر حتى تتم التوبة النصوحة، أم ماذا أفعل في هذه الحالة أفتوني في هذه المسألة؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان الطلاق وقع بعد الدخول فإن المرأة تعتد وتستحق المهر كاملاً، وأما إن كان قبل الدخول أو ما يقوم مقامه من خلوة فليست عليها عدة ولها نصف الصداق المسمى.

وما قمت به أخي الكريم من عزوف عن القرآن تحت تأثير السحر أمر لا تؤاخذ عليه وأنت على الإسلام، ولا ندري ما علاقتك بقوله تعالى: وَلَا تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {البقرة:٢٢١} ، فإن هذه الآية في المشركين، وأنت مسلم، ووقوعك في بعض التقصير أو ورود بعض الخواطر النفسية أو الوساوس لا يعني خروجك من الملة، بل لو وقعت في بعض الذنوب وإن عظمت تحت تأثير السحر ولم يكن ذلك بإرادة منك فلست بآثم، وليس ما أصابك من السحر مانعاً لك من النكاح، وفقك الله لطاعته وشفاك مما ألم بك.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ ذو الحجة ١٤٢٥

<<  <  ج: ص:  >  >>