للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[تأخير الزواج لا يدل على السحر، فقد تكون وراءه حكم]

[السُّؤَالُ]

ـ[مشكلتي هي أنني مصابة بالحسد حيث أنني منذ صغري مشهود لي بالجمال والأخلاق.

والمشكلة الثانية والأكبر هو أني مصابة بداء السحر ولا أعرف كيف أعالج نفسي من هذه المصيبة والتي حصلت نتيجة حقد وحسد من الغير وخوفا من أن أتزوج من هو أحسن منهم وما أعانيه ليس تهيؤات أو كلام في الهواء ولكن فعلا أنا أعاني من مشكلة وهي كلما أراد شخص أن يتزوج بي يحدث بيننا حاجز أو مشكلة تعيق هذا الزواج حتى أثر بي ذلك كثيرا وأساء إلى نفسيتي والمشكلة ليست في الزواج فقط ولكن في كل شيء أريده أتعب فيه كثيرا وأتعذب سواء في دراستي إلى أن انتهيت بعد عناء شديد عانيته وعاناه أهلي معي ثم في عملي ثم في الزواج الذي بات مستحيلا حصوله وخصوصا وإني أبلغ الآن ال٣٢ من عمري.

وجزاكم الله عني ألف خير.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فما أنزل الله داء إلا وقد أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله، وليس السحر بمرض يستعصي علاجه، بل يمكن علاجه والحمد لله، وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى التالية: ٢٢٤٤، ٥٠٢، ٥٦٨٩، ٥٢٥٢، ٥٨٥٦.

وعلى السائلة الكريمة أن تعتصم بالله تعالى، وأن تكثر من ذكره وشكره، والتقرب إليه بطاعته ومرضاته، وتكثر من قراءة المعوذتين، والحذر الحذر من المعاصي والذنوب، فإنها التي تعسر على الإنسان في الحياة أموره، وتكون سبباً في معاناته وتعبه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرد القدر إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر" رواه أحمد وابن ماجه.

مع العلم بأن تأخير الزواج، وعدم تيسير الأمور لا يدل بالضرورة على السحر والحسد، بل قد يكون لأمور أخرى، وحكم لا يعلمها إلا الله، وقد يكون هذا التأخير هو الأحمد عاقبة والأنفع، قال تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [البقرة:٢١٦] .

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

١٦ صفر ١٤٢٠

<<  <  ج: ص:  >  >>