للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[لا يجوز حضور أماكن ممارسة السحر إلا للإنكار والتحذير]

[السُّؤَالُ]

ـ[عندي سؤال لو سمحتم.... بالأمس قام رجل بعمل سحر أمامنا وأريد أن أستفسر عنه، قام هذا الرجل والذي كان يجلس لدينا بتحويل عملة ورقية من فئة الدينار إلى ورقة من فئة العشر دنانير وذلك على مرأى من عيوننا

وكان يلفظ بعض العبارات الغريبة، وقال إنه بعد مرور يوم ترجع الورقه إلى أصلها، فهل هذا سحر أم ماذا، وهل رؤيته يقوم بهذا فيها إثم، علماً بأن هذا الرجل يقوم بأداء العمرة كل ما أمكنه ذلك وقام بالحج؟ جزاكم الله كل خير.]ـ

[الفَتْوَى]

خلاصة الفتوى:

تحويل عملة ورقية من فئة الدينار إلى ورقة من فئة عشر دنانير سحر، ولا يجوز حضور مثل هذه الأفعال إلا لمن يستطيع الإنكار على فاعلها وتحذير الناس منه.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ما قام به ذلك الرجل من تحويل عملة ورقية من فئة الدينار إلى ورقة من فئة عشر دنانير هو من التخييل وسحر الأعين الذي أخبر الله تعالى عنه في قوله: قَالَ أَلْقُوْاْ فَلَمَّا أَلْقَوْاْ سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ {الأعراف:١١٦} ، وقوله تعالى: قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى* فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى* قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى* وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى* فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا {طه:٦٦-٦٧-٦٨-٦٩-٧٠} ـ لأنهم رأوا أن ما ألقاه موسى حقيقة وليس بتخييل.

وعليه، فإتيان مثل هذا الفعل وحضوره لا يجوز إلا لمن علم من نفسه القدرة على إنكار هذا المنكر وإظهار بطلانه وتحذير الناس منه، وأما مجرد الحضور ففيه تشجيع ودعم معنوي لصاحبه، فإن انضاف إلى ذلك تصديق فالأمر أشنع، فقد ورد في الحديث الشريف: من أتى ساحراً أو كاهنا أو عرافاً فصدقة بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه البيهقي وأبو يعلى عن عبد الله بن مسعود.

ولا يبرر حضور ومشاهدة هذا الفعل كون صاحبه يقوم بأداء العمرة كل ما أمكنه ذلك، وأنه قام بالحج.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٧ شعبان ١٤٢٨

<<  <  ج: ص:  >  >>