للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[محل عدم جواز إقامة المسلم في دار الكفر]

[السُّؤَالُ]

ـ[أتواجد حاليا بفرنسا للعمل علما أن المساجد والحمد لله في كل المدن ويوجد عشرة مليون مسلم وسبعة عشر ألف يدخلون الإسلام كل سنة, وأمور ديننا ميسرة خاصة إعفاء اللحية, إلا أمر عيد الأضحى فأرسل المال لأبي كي يضحي مكاني فهل في هذه الظروف يجوز لي الإقامة علما أني ناشط في توجيه الشباب من أصل فرنسي.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يحفظكم ويعينكم على ذكره وشكره وحسن عبادته..

ولتعلم أن الأصل أن تكون إقامة المسلم ومحل استقراره في بلاد المسلمين لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين، قالوا: لم يا رسول الله؟ قال: لا تراءى ناراهما. رواه أبو داود والترمذي والطبراني في الكبير وصححه الألباني.

قال الحافظ ابن حجر في الفتح: وهذا محمول على من لم يأمن على دينه.

وعلى ذلك؛ فإذا كان المسلم آمنا على دينه ونفسه وماله.. ويستطيع إقامة شعائره وعنده من العلم ما يدفع به الشبهات التي قد ترد عليه، ومن التقوى ما يدفع به الشهوات المنتشرة هناك جاز له البقاء في دار الكفر، وإن اختل شيء من هذه الشروط لم تجز الإقامة، وقد بينا هذا الحكم من قبل فيمكنك أن تراجع فيه الفتوى: ٥١٣٣٤، وما أحيل عليه فيها.

وبخصوص التوكيل بذبح الأضحية في بلد آخر فإنه جائز كما سبق بيانه في الفتويين: ٢٨٧٠١، ٧١١٦٧.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٧ شوال ١٤٢٩

<<  <  ج: ص:  >  >>