للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ينبغي الدعاء والتضرع إلى الله مع العلاج الشرعي للسحر]

[السُّؤَالُ]

ـ[لي ابنة متفوّقة في دراستها وتتحصّل على جوائز باستمرار إلاّ أنّها هذا العام كانت تعمل باجتهاد كعادتها ومداومة على المثابرة وهي ستتقدّم لنيل شهادة الأستاذيّة إن شاء الله. إلاّ أنّها في السّداسيّ الأوّل تحصّلت على أعداد رديئة رغم أنّها اجتازت الامتحان وهي على ثقة من إجاباتها وراضية عمّا فعلته والمشكل هو أنّها لا تستطيع أن تطلب من كلّ أستاذ مراجعة هذه الأعداد فالقانون لا يسمح لها بذلك. إنّها الآن منهارة وحالتها النّفسيّة سيّئة لأنّها لم تتعوّد على هذه النّتائج المشينة ولأنّها اجتهدت وبالغت في المذاكرة. وقد توعّدتها جارة لنا وهي حسودة وسيّئة الأخلاق بأنّها ستسحرها. وأنا خائفة أن تكون ابنتي مسحورة أو مصابة بعين وقد سحر النّبي صلّى الله عليه وسلّم كما أنّه جاء في القرآن والسّنة أنّ السّحر والعين حقّ. وقد قرأت في كتاب الشيخ الشّعراوي أنّ أفضل علاج للسّحر هو استخراجه وإبطاله إذا علم مكانه بالطّرق المباحة شرعا، لكن ما العمل إذا لم نكن نعرف مكانه؟ وما هي الطّريقة المثلى للتّداوي من السّحر والعين حسب الكتاب والسّنة فأنا لا أريد أن أنجرّ إلى ما يفعله الكثير من النّاس من التجاء إلى المشعوذين والدجّالين؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا. ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أحسنت في الابتعاد عن المشعوذين والدجالين، لأن غالب ما يقولونه مقتبس من التنجيم والكهانة، ولا يجوز إتيانهم ولا تصديقهم في شيء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد. ولقوله صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. والحديث في صحيح مسلم وغيره.

وأما الطريقة المثلى للتداوي من السحر والعين فنحيلك فيها إلى فتوانا رقم: ٢٢٤٤، وعليها أن تقبل على الله تعالى وتلح عليه في الدعاء مصدقة بوعده موقنة بالإجابة معتصمة بحوله وقوته، متبرئة من كل حول وقوة لغيره، فقد وعد سبحانه وتعالى الذين يدعونه بأنه سيستجيب دعوتهم، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة: ١٨٦} . وقال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر: ٦٠} ونسأل الله أن يشفيها الشفاء التام ويبعد عنها الأذى إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٧ ربيع الأول ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>