للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[مسائل تتعلق بالسحر]

[السُّؤَالُ]

ـ[كنا نبحث عن نوع معين من البقول لا يتوفر في بلدنا, وطلبنا من شخص أن يحضره لنا من دولة عربية مسلمة أخرى يتوافر فيها هذا النوع من البقول , فكر هذا الشخص أن يذهب إلى أحد الشيوخ المعالجين بالقرآن والأعشاب على أمل أن يجد هذا النوع من البقوليات عنده وعند دخول الرجل (المرسَل) على هذا الشيخ قال له من أول دخول الرجل عليه إنه قد عمَل له أحد سحرا وإننا نحن قد عمَل لنا أحد سحرا ونحن لا نعرف الحوار الذي دار بينهما حتى يعرف الشيخ إن كان قد عمَِل لنا أحد سحرا أو لا, وبدأ بإرسال العلاج لنا من هذه الدولة وهذا العلاج هو من العسل والأعشاب الطبيعية والزيوت وطلب قراءة بعض آيات السحر والمعوذات وكان في بعض الأحيان يقوم بارسال أوراق بها كلام من القرآن والمعوذات والصلاة على الرسول ويطلب عدم فتحها ووضعها بين ثياب الشخص الذي أرسلت له , وفي النهاية أرسل لنا أوراقا قال إنه أحضرها من منزلنا بها بعض المربعات والحروف (طلاسم) يقول إنها السحر وقد أحضرها من منزلنا من أماكن معينة عن طريق الجن.

السؤال: ما مدى صحة هذا الكلام أن يأخذ الأوراق (السحر) من منزلنا إلى بلده ثم يرسلها مرة أخرى إلينا؟ هل هذا يعتبر من الشعوذة؟ هل العلاج بالبخور (المستكة) جائز لأنه مرة طلب منا فعل ذلك علما بأن البخور كان من عندنا؟ علما بأنه لم يتم الاتصال بين الشيخ وبيننا إلا مرة واحدة مع والدنا وقد أخبره بوجود عدد كبير من الجن في بيتنا وخاصة في غرفة نومه وأنه أخبره بأنه أخرج الكثير منهم وتم إحراق الكثير , وقال له في تلك اللحظة التي كان يهاتفه فيها بأن جماعة من الجن الذين خرجوا من بيتنا موجودون في تلك اللحظة عند الشيخ وسأل والدي إن كان يريد سماع صوت أحدهم؟ فرفض والدي ذلك ونحن في حيرة شديدة من أمرنا ولا نريد من أحد أن يعبث بأمور ديننا وإن كان هذا من الشعوذة فماذا نفعل حتى نكفر عن هذا الخطأ

أفيدونا جزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر أن هذا المعالج من السحرة المشعوذين، وقد سبق أن بينا الفرق بين المعالج والمشعوذ في الفتوى رقم: ٦٣٤٧. وإخباره بأنكم مسحورون دليل على أنه من أهل العرافة والكهانة كما سبق بيانه في الفتاوى ذات الأرقام: ٥٥٣٦٤، ٥٨٧٣٤، ٥٨٨٤٦. وإذا كان الأمر كذلك فلا يجوز سؤاله ولا تصديقه فيما يقول، كما لا يجوز إتيانه ولا استعمال الأدوية التي يرسلها إن كانت مخالفة للشرع. وأيضا المشعوذ لا بد له في شعوذته من استخدام الجان، وقد سبق أن بينا عدم جواز استخدام الجان في العلاج وما شابه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: ٤١٧٥٠، ٥٥٣٠٣، ٥٦٦٣٢. فليرجع إليها. أما قراءة القرآن واستخدام الزيت أو العسل والأعشاب فليس فيه محظور شرعي، وراجعي الفتوى رقم: ٤٥٦٦٠. أما وضع الأوراق المشتملة على آيات أو أدعية بين الثياب فهو من التمائم المحرمة كما سبق بيانه في الفتوى رقم: ٥٥٣١. أما استعمال الطلاسم فمن السحر الأسود كما سبق بيانه في الفتوى رقم: ٤٧٥٤، أما زعمه أنه أخرج أسحارا أو جانا من المنزل فلا نستطيع أن نصدقه لأنه يعتمد في ذلك على الجان، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: صدقك وهو كذوب. أما استخدام البخور من المستكة وما شابه فقد سبق بيانه في الفتوى رقم: ١٧٥٧٦.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ ربيع الأول ١٤٢٦

<<  <  ج: ص:  >  >>