للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[حكم التعامل مع شركة لا بديل عنها من دولة أساءت للنبي]

[السُّؤَالُ]

ـ[نحن مؤسسة وساطة ونتعامل مع شركات في الخارج ونشحن لهم وطريقة الشحن هي الشحن البحري وهناك شركة واحدة تقوم بالشحن إلى كل دول العالم وهي

maersk sealand

هذه الشركة يقال أنها دانماركية ونحن لا نتولى تكاليف الشحن بل المشتري هو الذي يقوم بتأجير الحاويات من عندها ونقوم نحن بسحب الحاوية بعد ذلك من مقرها إلى مكان وضع البضاعة في الحاوية وللعلم أن هناك رسوما رمزية على نقل الحاوية من مقر الشركة إلى مكان المخزن لوضع البضاعة في الحاوية حوالي ٢٢٠دولارا نقوم نحن بدفعها.

إذا هل يجوز لنا في غياب الحصول على شركات شحن أخرى أن نظل نتعامل مع هذه الشركة أم لا؟

وجزاكم الله خيرا.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فواجب على كل مسلم أن يدافع عن دينه ونبيه صلى الله عليه وسلم لأن حب النبي صلى الله عليه وسلم من مرتكزات الإيمان وأساسياته، لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين. والحديث في الصحيحين وغيرهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه.

والمقاطعة الاقتصادية اليوم صارت سلاحا نافعا يلحق الضرر الكبير بالجهة المقاطَعة، وحيث إن الدولة المذكورة قد صدرت إساءة من بعض مواطنيها إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ولم تعتذر هي عن ذلك ولم تلق له بالا, فإن أقل ما ينبغي لكل مسلم هو أن يسعى بكل ما يستطيعه من الإضرار باقتصادها.

ومع هذا، فإذا تعين التعامل مع بعض شركات تلك الدولة ولم يوجد بديل عنها، فلا مانع مع التعامل معها. لأن الشرع مبناه على جلب المصالح ودفع المفاسد ورفع الحرج.

وعليه، فلا مانع من التعامل مع الشركة المذكورة طالما أنه لا يوجد بديل عنها.

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠٢ ربيع الثاني ١٤٢٧

<<  <  ج: ص:  >  >>