للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[السحر يبطل بالدعاء مع الأخذ بالأسباب المأذون فيها شرعا]

[السُّؤَالُ]

ـ[هل يبطل السحر أو يفك بالدعاء والتضرع إلى الله عز وجل؟ وإذا كانت المرأة مربوطة عن الزواج أي كلما تقدم لخطبتها شاب ذهب ولم يرجع مرة أخرى، مع العلم أن هذه الفتاة عرضت على أكثر من شيخ فبعضهم قال بها عين وبعضهم قال بها سحر فماذا ترون هل يكفي الدعاء والتضرع؟]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن السحر يبطل بالدعاء مع الأخذ بأسباب علاجه المباحة كالرقية الشرعية عند من يوثق في دينه وفي علمه بذلك.

وأيضاً علاج الحالة المسؤول عنها يكون بالأخذ بالسبب في البحث عن زوج صالح لهذه المرأة عن طريق أهل الفضل فقد كان سلفنا الصالح يبحثون لبناتهم عن الأزواج الأكفاء فهذه حفصة بنت عمر بن الخطاب قبل أن يتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها أبوها على أبي بكر ثم على عثمان رضي الله عنهم ولا خجل في ذلك، بل كما نتخير للرجال ونبحث لهم عن زوجات كذلك يلزمنا أن نتخير للنساء ونبحث لهن عن أزواج، وعليها بالمحافظة على فرائض الله والإكثار من النوافل والاستغفار مع التعلق بالله سبحانه واللجوء إليه والتوكل عليه والتضرع لا سيما في أوقات الإجابة وعلى الخصوص الثلث الأخير من الليل. فإنه رب كريم قد وعد عباده بالإجابة، لا سيما إذا دعاه العبد في حال ضرورة به. قال سبحانه: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض ءأله مع الله) إي لا أحد يفعل غير ما يقدره الله. فالتجئي إليه مباشرة واتخذي الأسباب التي رضيها طريقاً إليه. وسبباً موصلاً وعليك بالصبر والاحتساب والإكثار من قوله: "إنا لله وإنا إليه راجعون" فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله:إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم آجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف الله له خيراً منها) أخرجه مسلم وأبو داود عن أم سلمة وهذا عام في كل مصيبة تتزل، وليس في مصيبة الموت فقط.

والله أعلم

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٠١ ذو الحجة ١٤٢١

<<  <  ج: ص:  >  >>