للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[إتيان العرافين وتصديقهم من المحرمات]

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا بنت عندي ٢٠ سنة ونصف، ومنذ سن ١٨ سنة يتقدم لي الخطاب، وحتى الآن يصل عددهم إلى ١٧ خطيبا إلا أنه في كل مرة تنتهي الخطبة بالفشل قبل الاتفاق والخطوبة، إما برفضي لهم لأسباب غير مقنعة، والجديد رفضهم هم بمعنى أن أحدهم يريد واحدة محترمة فيرشحونني فيرفض، وأنا أتمتع بقدر من الجمال، وبسبب هذه الحالة تعاملت مع واحدة يمسها الجن وهذا من قريب، وأكدت لي وجود من عمل لي عملا من أهلي، وأعطتني مواصفات دقيقة لهم للغاية وهن عماتي، لعدم زواج بناتهن، والعرافة لا تعرف عنهن شيئا ولغاية البارحة دخلت واحدة وقصدتني بالاسم، ولكن عندما رأتني تغيرت تماما، والمشكلة أن من حولي يؤكدون أنني جميلة، ولا أعرف كيف أتصرف؟ وبدأت أنهار لدرجة أنني أمشي وأسال الناس فى الشارع، هل أنا مصابة بشيء؟ فماهو وجه اعتراض أي شخص علي؟ من الممكن أن تقولوا لي ما هو العيب فى شكلي أو لبسي من فضلكم؟ أرجو أن يرد علي أحدكم فأنا سأصاب بالجنون، أرجوكم.]ـ

[الفَتْوَى]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أخطأت حين ذهبت إلى تلك العرّافة، فإتيان هؤلاء منهي عنه، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل منه صلاة أربعين يوماً.

وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس منا من تطير، أوتطيرله، أوتكهن، أوتكهن له، أوسحر، أو سحر له. ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. قال المنذري: إسناده جيد.

فعليك أن تتوبي إلى الله من ذلك، وتحذري من تصديق هذه العرّافة في اتهامها لعماتك بعمل السحر، واعلمي أنّ علاج السحرـ إن وجدـ يسيرٌ بإذن الله تعالى، ولا يكون عند هؤلاء الدجالين الكذبة، وإنّما يكون بالمحافظة على الأذكار والرقى المشروعة، مع التوكل على الله، ولمعرفة كيفيتها راجعي الفتويين رقم: ٢٢٤٤، ١٠٩٨١.

ولا نرى في أمرك ما يدعو للقلق والاضطراب، فاستعيني بالله وأحسني الظنّ به، ولا تفتحي الأبواب للشيطان ليلقي في قلبك الهواجس ويزرع فيه اليأس، واعلمي أنّ الز واج قدر من أقدار الله التي كتبها قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، والتي يجريها على عباده بحكمته البالغة ورحمته الواسعة، فهو سبحانه أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا، وأعلم بمصالحنا من أنفسنا، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [البقرة:٢١٦] .

والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]

٢٥ شوال ١٤٣٠

<<  <  ج: ص:  >  >>